×

أخر الأخبار

إيران والفخ الإسرائيلي ،،!

  • 31-12-2023, 22:50
  • 829 مشاهدة
  • حسام الحاج حسين

(( ان العالم قبل  السابع من اكتوبر ليس كالعالم بعد السابع من اكتوبر )) . هذا ماصرح به أيهود باراك في حديث للواشنطن بوست ،،!!
ماذا حدث في السابع من اكتوبر ،،؟؟؟
ما حقيقة ماحدث في غلاف غزة يومها ؟؟؟ هو ببساطة أن ((محمد الضيف ويحيى السنوار )) اتخذوا قرارا استراتيجيا يضع الجميع والجميع دون استثناء  أمام الأمر الواقع ،،!!! حيث دخلا مساحة الاختفاء الكامل مع تفعيل نظام الحرب المفتوحة مع الدولة العبرية بشكل واضح وعلني ،،!!!و بينما الحلفاء والأعداء في حيرة من استراتيجية ( الضيف والسنوار ) قد جعلتهم يتعاملون مع لحظة الحاضر  على قاعدة للضرورة احكام ، بعيدا عن الخطط بعيدة الأمد وشعارات التحرير والصواريخ التي يمكن أن تدمّر حيفا في سبع دقائق اختطف مقاتلي حماس كل شيء ،،،!!!
لكن مع هذه الحرب الخاطفة تداركت ايران الموقف ،،!!ووضعت كل محور المقاومة في حالة تأهب قصوى ،،! وقامت بتشكيل غرفة عمليات تعمل أضلاعها  في وقت واحد وبوظائف مختلفة. حيث انها تجربة جديدة تبدو واعدة عسكريا واستراتيجيا وهي تحتفي بتوجية الضربات للمصالح الأمريكية والإسرائيلية خارج دائرة الصراع الجغرافية في فلسطين المحتلة ،،،!
طبعا ايران ايضا تتحرك وفق حدود وهي تدير المعركة من الخلف دون ان تترك دليلا واقعيا وهو مايبحث عنه الغرب ،،!!!
والحالة الوحيدة التي يمكن لإيران أن تتدخل بشكل مباشر هي عندما يصبح المحور بأسره في خطر، أي عندما تدخل أميركا في المعركة مباشرة .
وكانت الولايات المتحدة قد ارسلت رسائل عديدة عبر الوسطاء بعدم رغبتها توسيع دائرة الصراع وعلى ايران ان تشاركها القلق والدوافع لمنع حرب اقليمية قد تاخذ المنطقة الى الهاوية ،،!!!
كانت ومازالت القيادة السياسية اليمينية في اسرائيل ترى ان من الضروري جر الولايات المتحدة وايران الى مواجهات مباشرة لأنه السبيل الوحيد لخروجها من مأزق الحرب في غزة ،،!! وقد ذكر الرئيس دونالد ترامب صراحة (( ان الأمر لو كان بيد جون بولتون ونتنياهو كان علينا ان نخوض حربا مدمرة مع إيران الأن ))
كانت فكرة الحرب الأمريكية مع إيران بالنيابة تراود العرب ايضا طوال عقود ،،،! لكن النتيجة هو اليآس وانهاء مرحلة العداء وتتويجها بالتطبيع بين ايران والدول العربية ،،!
بالعودة الى حرب غزة
فإنَّ نيّة تل ابيب  الأولى من البداية هو استهداف المدن الفلسطينية المختلفة في قطاع غزة  و هي تدمير بنيتها التحتيّة وتفكيك المنشآت العسكرية لحماس ، و لتغيير الوضع لصالحها وفرض تكاليف  باهضة على حماس كحركة مقاومة و حكومة في نفس الوقت ...!!لكن يبدو ان هناك كواليس تدور في المعادلات الميدانيّة للحرب في غزة - المستوى السياسي في اسرائيل متورط في الأخفاق الأمني والعسكري واي وقف لأطلاق النار يعني نهاية المشهد السياسي لليمين المتطرف بقيادة نتنياهو - وسيكون مصيرة مثل غولدا مائير التي تم انهاء حياتها السياسية بسبب الأخفاق المريع في حرب اكتوبر عام ١٩٧٣م ،،! لذلك لابد من فخ يوضع لإيران لجرها الى حرب مباشرة مع الولايات المتحدة من اجل انقاذ نتنياهو وحكومة اليمين المتطرفة ؛؛ حتى لو ادى ذلك الى اغراق حليفها واشنطن في وحل الشرق الأوسط ،،!!!
وقامت مؤخرا بااغتيال القائد البارز في الحرس الثوري الجنرال (( رضي الموسوي )) في العاصمة السورية دمشق ،،!
لكن ايران استوعبت الخطة ولم تعطي نتنياهو مايريد ،،!! وفي النهاية
وضعت المقاومة الفلسطينية العالم في طور الدهشة حيث  هزّوا العالم هذه المرة . و فعلوا ما يراه الأسرائيليين  حكرًا عليهم. بحكم القوة التي يتفوقون بها . فعلوها لأول مره  حيث عبروا الجغرافيا التي حاصرتهم وقاتلوا في أرض عدوّهم بعد عقود من الأضطهاد ،،!!!


حسام الحاج حسين
مدير مركز الذاكرة الفيلية .