×

أخر الأخبار

إكـــــســبـو (السعودية بلا جدران)

  • 7-12-2023, 23:23
  • 74 مشاهدة
  • عباس الجبوري

١-أعلنت الجمعية العمومية للمكتب الدولي للمعارض في ٢٨ تشرين الثاني ٢٠٢٣  فوز السعودية  باستضافة إكسبو في عاصمتها الرياض بعد حصولها على ١١٩ صوت مقابل ٢٩صوت لكوريا الجنوبية و١٧صوت لمدينة روما في ايطاليا وكان فوزاً كاسحاً للسعودية التي قررت وعملت ففازت بأغلبية بطعم الاجماع 

٢-إكسبو هو معرض دولي (عالمي) ضخم او الاضخم يقام كل ه سنوات وتستمر كل دورة ٦شهور أي (نصف سنة) ويعود تاريخه الى عام ١٨٥١ يوم المعرض الكبير في لندن والمعرض العالمي في باريس الذي شهد بناء برج إيڤل عام ١٨٨٩.  وكانت المعارض عبارة عن منصات (عارضات عملاقة) لعرض المبتكرات والتقنيات الجديدة مثل التلفزيون والهاتف والمصعد والطابعة والسيارات واستمرت العروض عبر السنين. وتقوم فكرة المعرض على جمع دول الشركات العالمية لعرض مالديها في مجالات متعددة مما يؤدي الى انتشار تلك التقنيات عبر عقود البيع الى الدول الاخرى فهو (معرض كل جديد) 

٣-المقطع الزمني الطويل للمعرض سيتضمن زيارة ملايين الزوار من مختلف دول العالم  وما يترتب على هذه الملايين من فائدة اقتصادية وتطوير المرافق السياحية ودخول العملة الصعبة وجني الارباح وتنشيط سوق العمل للدولة المضيفة مما يساهم في تعزيز المكانة العالمية والدور الخارجي لذلك البلد 

٤- أربعون مليون زائر تتوقع السعودية ان يصلوا اليها في عام إكسبو ٢٠٣٠ ليشاهدوا مدينة الرياض العاصمة  مدينة (بلا جدران) بعد ان حولتها الى معرض مفتوح الاضلاع ومنصة مثالية ومتنوعة لعرض كل ماهو جديد في عالم التحول والتقنية وتسريع الابتكارات عبر شبكات عرض ونقل ومساحات خضراء وساحات رياضية مكتضة بالابداع وتحت اضاءة ملونة تسر الزائرين وبضيافة عربية كريمة 

٥-(حقبة التغيير -معاً نستشرف العالم) بهذا الشعار الطموح تأمل السعودية الجديدة ان تطل على العالم بعد أن تخلصت من أعباء التطرف والاكراه والاستقطاب القسري على حساب حرية الانسان وخياراته وبفائض (علمية )عبر جامعات وبعثات الى مختلف العالم وبسخاء يقترب من التبذير في عالم الابتكار والابداع متأملة ان تعبر (النفط) الى اقتصاد (بلا نفط) وهذا يحتاج الى المزيد من الجهد والعلم والمال والعلاقات للوصول اليه وقد خصصت السعودية ٨مليارات لهذا المشروع العالمي الكبير 

٦-أجنحة المعرض البالغة ٢٢٦ جناحاً ضمن تصميم يشبه(الكرة الارضية) ويتوسطها خط الاستواء لغرض ضمان فرص متساوية لجميع الدول المشاركة في المعرض بعيداً عن منطق التعالي والتفرد بين الدول وتلك نسمة (روحانية)مستمدة من أنفاس الحج والعمرة والوحي لتمر على تضاريس العالم بلا شروط وفي ختام المعرض سيتم اختيار١٠٠ دولة من أجل اعادة استخدام اجنحتها كمدارس وجامعات ومراكز ابحاث في دولها  مجاناً وهي التفاتة أخلاقية تستحق الاشادة 


٧- ايران والدول العربية جميعها صوتت لصالح السعودية في المنافسة على الفوز ب اكسبو  وهذا مؤشر جيد على توفر (بيئة عافية)في الاقليم الذي يشهد حرباً دامية على غزة من قبل الكيان الصهيوني والتي على حسابها تفرقت المواقف بين دول الاقليم ثم عادت لتتجمع في مصلحة الانحياز للسعودية الاقرب جغرافياً وتاريخياً ودينياً كما تتحدث طبيعة الاشياء وتراتبيتها وهذا يؤشر كذلك الى واقعية جديدة تتسلل بين حركة الدول ومصالحها 

٨-(نسخة استثنائية) أو (نسخة غير مسبوقة) تقول السعودية انها ستقدم إكسبو العالم والذي يعتبر أكبر تظاهرة عالمية بعد تصفيات كأس العالم ودورة الالعاب الاولمبية والتي ستضع السعودية على خارطة العالم المتجدد وعلى خط سير آمن اقتصادياً واجتماعيا وصناعياً وتلك من بركات البلد الذي تناثرت حروفه على شفاه النبوة في دعوة ابراهيم ع (رب اجعل هذا البلد أمناً وارزق اهله من الثمرات) فحين يلتقي الاقتصاد والامن يتحرك قطار الابداع بسرعة المثابرة 

٩-باتريك او غاليس عالم الاجتماع ومدير البحوث في المعهد الوطني للبحث العلمي في فرنسا يقول (اذا فازت السعودية سيكون محمد بن سلمان سعيداً للغاية )وهي نتيجة طبيعية لأي مسؤول تفوز بلاده في تحدٍ عالمي خصوصاً وانه كان يتابع الموضوع بتفاصيله ومعتبراً ان النجاح يرمز الى (اعتراف دولي) بهذا البلد العربي والاسلامي الذي نافس بجدارة لقطف إكسبو ٢٠٣٠ ومتأملاً عبره ان يقطف كأس العالم ٢٠٣٤  بعد ان (گرطت ملح الجميع) 

١٠-سيقول البعض أين إكسبو من غزة التي تذبح كل ليلة   ونقول هي هكذا حركة الاشياء والاحزان والافراح والحياة 
والدول حيث تتنوع المشاهد وتتعدد الادوار  وكلٌ قد علمَ صلاته وتسبيحه) وانها لموقف وانها لمسؤولية تتعدد انواعها والوانها من السيف الى الكلمة ثم الى القلب الذي يهوى الجميع في قصة الدمعة والابتسامة في ثنائيتهما التي تدغدغ المشاعر والعيون للانسان (فبأي آلاء ربكما تكذبان) لنتمتم
(لا بشيٍ من آلائكَ ربي أُكَذب)

النائب عباس الجبوري 
عضو لجنة العلاقات الخارجية