×

أخر الأخبار

في غزة (كلام يعيد الموتى )

  • 18-11-2023, 20:17
  • 110 مشاهدة
  • عباس الجبوري

١-غزة كلمة عربية تستعمل للاشارة الى القوة او المنعة 
وهناك من يقول ان معناها(الثروة) ورأي آخر يقول انها تعني(المميزة) أو ( المختصة) بصفات تميزها عن غيرها من المدن والقرى والبلدان 

٢-غزة هي احدى الوجهتين لإيلاف قريش يوم كانوا يقصدونها طلباً للتجارة وهي المقصودة ب ( رحلة الصيف) التي ذكرها القران الكريم والتي يطيب هواها في فصل الصيف فتكون تجارة وراحة للتجار القادمين من قريش في مكة التي تلتهب حرارة في فصل الصيف 

٣-غزة هي البلد الذي ولد فيه الامام الشافعي مؤسس المذهب الشافعي واحبها وأحبته قبل ان يغادر ها الى المدينة ثم الى العراق ومنه الى مصر  طلباًلتعلم اللغة والعلوم الدينية في مشواره الطويل  وكلما تذكر غزة أمامه يردد بيتيه الشعريين الجميلين 
(وإني لمشتاقٌ الى أرض غزةٍ….
وإن خانني بعد التفرّقُ كتماني 
سقى اللهُ أرضاًلو ظفرتُ بتربها 
كحلتُ به من شدةِ الشوقِ أجفاني )         ويبدو ان لكل مكان أثرٌ على مكينه يحمله معه حيثما يكون ولو عبر السنين 

٤-غزة (بنت الاجيال) فهي ليست بنت قرن او جيل  او عصر من العصور وانما هي من اول يوم سطرت بالتاريخ الى يومنا هذا وهي تنازع الاعداء والمحتلين على مدى تاريخها ف(إما تصرعه وإما يصرعها)حتى وصف تاريخها ب(المجيد)

٥-غزة المدينة والقضية والرمز إنقسم العالم حولها (دورة حياتها ) من أول يوم أصدرت أوراقها الثبوتية  واليوم ينقسم العالم حول (دورة موتها)بدون شهادة وفاة وأوراق ثبوتية لان العدو يحاول أن يدفنها مع أوراقها وحاضرها وماضيها ومستقبلها تحت ركام وخراب ورمال بمستوى الجبال والوديان والانفاق 

٦-يوم بدأ حريق غزة    بدأ حريق أوكرانيا بالانطفاء والخمود وسحبت سيارات النقل المباشر ومنحت الكوادر الاعلامية اجازة (سياحية) قبل ان تباشر للعمل الجديد في ساحة اعلامية اخرى بعيدة عن الاولى في اللون والنار والدخان والعيون بعد ان كان العالم يجادل بعضه عن احتمالات الانشطار العالمي في السياسة والطاقة والهيمنة والجغرافيا والحلفاء 
فكانت غزة هي (الاطفائي) الذي أطفىء النار في غابات اوكرانيا وأذاب جليدها لينفتح الطريق الى السلام بشتى الاسعار والاثمان وخارج التوقعات 

٧-غزة قضت على    مشاريع(الفرص المتواضعة)التي تريد الولايات المتحدة ان تنفذها لصالح الكيان الصهيوني في التطبيع مع الدول العربية بسحبها الى (العش الاسرائيلي)لقاء مهر بسيط وعروض متواضعة وتافهة تمر على معتقدات الشعوب والاديان والاقتصاد والمشاعر  والشعر والاداب والتاريخ (وحقوق الله والانسان)

٨-غزة فصلت بين الشعوب العربية والاسلامية وبين حكوماتها وأنظمتها السياسية ولم تعد تنفع خيوط الوصل بينهما رغم ترفها ونعومتها وألوانها الزاهية واغنياتها الجميلة وفنادقها (المسترخية)ومولاتها الفارهةالتي تبيع كل شي الا (الارادة) التي منعت من الزراعة والانتاج والعرض والتسويق في كتاتيبها ومساجدها واحزابها وخطبها اليومية والاسبوعية وعالم الورق والذكاء الاصطناعي وأفلام الكارتون والاناشيد الوطنية 

٩-دعا يانيز ليناركيتش مسؤول ادارة الازمات والمساعدات الانسانية في المفوضية الاوروبية الى وقف نار غزة (قبل ان تؤدي الى نهاية العالم)
وهي قراءة واستشراف لشخصية عالمية قرأت غزة (ارادة و مقدسات) تعبدت بدماء و جوع  وتوارثت امهات و آباء وأحفاد وحفاة وعراة تركهم العالم سنين على دروب الشوك والحصى بلا امل ولاامنيات حتى تطاولت أظافرهم لتحفر خنادقاً بعمق المعاناة والخوف وظلم العدو والزلازل  وهي قراءة بصير واعٍ حفرها على جبين الامم 

١٠- نتن ياهو يقول (لابد من حصول تغييرثقافي في غزة مثلما حصل في المانيا واليابان )ولم يوضح طريقة التغيير ولا شعاراته ولا أهدافه التكتيكية ولا مواطن الاستهداف  وهي بلاشك ستكون مؤلمة وهي تتساقط شظاياها على الطريق الواصل بين المسجد والبندقية والجامعة لتنتج جيلا متميعاً غير مهتمٍ لما جرى ويجري من جماجم ودماء واقتصاد وامن 
اذ المراد سحقه ودفنه هو قرآن غزة وشباب غزة و بوصلة غزة التي تشير الى المسجد الاقصى الذي بارك الله حوله 
وهو اقرار بأن الحرب لن تنتهي ولا عودة  لآذان الفجر الذي تنتظره النجوم لتنام من جديد

١١-غزة جمعت كل فضائيات الكون ومواهب التصوير لتلتقط لحظة السقوط التي أصبحت ثقلا على أكتاف غزة وسلالمهافهل تسقط غزة بلا صمت
أن لغزة شوارع وانفاق وسماوات غير قابلة للكسر والبيع والتخاذل 
ولو كلفها ذلك قصة حياة  وسرقات قرون 

١٢-في غزة  سقطت منظومات العالم والعرب 
وستنهض من الرماد عواصم ومدن اخرى
هي قصة نزاع ورواية موت  ودم ينتصر على خناجر حقد دفين 
تنهش في أشلاء شعب 
يصلي ويغني للقمح والحياة

النائب عباس الجبوري 
عضو لجنة العلاقات الخارجية