×

أخر الأخبار

اللقلق)                  في             سفرة النار                    و           حفلة الكبار

  • 14-09-2023, 22:12
  • 415 مشاهدة
  • عباس الجبوري

(اللقلق)

                 في
            سفرة النار 
                  و
          حفلة الكبار



١-اللقلق طائرمهاجركبير 
الحجم وطويل الساقين ومظهر هادئ وممتع ويتميز بمنقار طويل تجذب انتباه المشاهدين فينسجوا قصصاً وامثالاً تحاكي المنقار الطويل 

٢-لُقلق مفرد وجمعه لقالق ومنه جاءت (اللقلقة)وتعني شدة الصوت والنطق المتعجل وكذلك صوت النواح وصوت تحريك اللسان وربما جاءت تسمية (اللقلق) محاكاة لصوته الذي كان يلقلق (يصوّت)بهذا الصوت عندما أراد الانسان ان يسمّي هذا الطائر يوم التقى به وتعرّفَ عليه 
ثم انتقل الوصف الى تشبيه الرجل الكثير الكلام ب(اللق)وفي اللغة الدارجة انحرف الوصف الى (اللگلگة)والتي تشير الى التزلف غير المبرر ونسجت له الاشعار ومنها (عفت كل الطيور او صرت لگلگ)بقساوة تشبيه عالية 

٣-اللقلق لايؤكل لحمه ولا فائدة من تربيته (فهو يعيش في مكان ويربي أطفاله في مكان آخر) وهو كما يقال (بخيل)حيث لايبيض في السنة الا (بيضة واحدة أو بيضتان) فشبه غيره به بمثل (طول السنه بس حسنه) 

٤-حين تفتقد اللقالق للطعام وتشعر بالجوع يهددها يقوم ذكر اللقلق البالغ (بقتل) احد اللقالق الصغيرةوالضعيف بين اخوته ليطعم الباقين ويأكل هو معهم وكذلك الام في حفلة غريبة ربما لها تفسيرات تضرب في عمق الاشياء والطبائع 

٥-حياة اللقالق الاجتماعية وسلوكها الاجتماعي يختلف عن غيرها من مجتمعات الطيور فبعضها يعيش في (عزلة تامة) وتقضي وقتها بمفردها وتعيش انواع اخرى ب(مجموعات)خارج موسم التكاثر وتكون منعزلة خلال موسم التكاثر وهناك مجموعة اخرى تقضي حياتها بأكملها في قطعان حيث تشكل (مستعمرات كبيرة)من أعشاش متعددة لها سياج(أمني )خاص بها 

٦-اللقالق طيور نهارية لاتطير في الليل ولاتغني في الظلام وهي تأتي الى الشرق الاوسط في بداية الشتاء رغبة بالدفء
وخوفاً من البرد الاوروبي ولقد انتبه اليها احد الصحفيين في الدنمارك وراح يتمتم (ربما سنحتاج الى ذكاء اللقلق وهو يهاجر خوفاً من الصقيع) في إشارة (لقلقية) الى المحتمل من نتائج الحرب في اوكرانيا الباردة ذات الزمهرير 

٧-اللقلق يسافر مسافة عشرة آلاف ميل برشاقة مذهلة وانتباه حذر من اسلاك الضغط الكهربائي العالية ومن بنادق الصيادين الهواة لتحنيط اللقالق ومن غيرهم من الرماة في رحلة تحسب لهذا الطائر الباحث عن حياة (آمنة و دافئة) ولو من فوق فوهات البنادق وتلك حكاية اخرى لأولي الالباب 

٨-في عالم السياسة يرى المصنف ان معشر السياسيين يتشابه كثيراً مع معشر اللقالق في تفاصيله اليومية والموسمية وهجرته المعاكسة (وحبه للطيران) ولو بدون أجنحة وهي تبحث عن (الماء والعشب) في كل الفصول 

٩-اللقلق البالغ (الكبير) الذي بنى (لحمه وريشه)على ضفاف المياه الدافئة عاد ليبيض في نهايات المباني والمرتفعات أعشاشاً لصغار اللقالق الجديدة الفرحة بحبات القمح المسروقة من (بيادر النبي سليمان ع) ولكنها تذكرت ان احدها سيقتل لاطعام الاخرين فتسابقت بالخوف والتزلف و(اللقلقة) لشيخ اللقالق الكبير 

١٠-في الاخبار لهذا العام ستبرد اوروبا وسيسخن الخليج وستتململ افريقيا وستكسر الحدود في بعض آسيا وسيرتفع سعر النفط (المالح) لتتقدم البحار في أسئلتها الى (اللقالق ) عن اسباب السفر ومدة الرحلة قبل ان تمنحها تأشيرة(السماح)بالعبور 

١١-أما نحن العائدين من الحزن والكرم والقصائد 
ابي لنا بعد اليوم الا البوح بالحب والشكر لكل من يسهر وهو يراقب النجوم
وأوقات تقديم الدواء لأمه التي نامت وأوصته ان يوقضها قبل طلوع الفجر لتتهجد في محراب 
الصلاة وتقرأ القرآن قبل 
مرور اللقائق الصاخبة

عباس الجبوري
نائب علاقات خارجية