خريف الضفادع
على
ضفتي الفرات
١-الان على الحدود
العراقية -السورية الممتدة على ٦٠٠كم بتضاريس متنوعة من سهول وصحارى ونهر ومرتفعات يصعب التمييز بينهما لولا بعض الاسلاك الحديدية البالية التي غفت هناك منذ عشرات السنين
٢-تتناثر على جانبي الحدود قرى وعشائر متشابهة في الكثير من الصفات والاسماء والوجوه ومتصاهرة عبر الحدود وتتقاسم الكثير من المهن والتجارة عبر الحدود نهارا ثم تسهر ليلها على صوت (اعزاز والله اعزاز) التي تتجول هناك بحفاوة بالغة
٣-على الجانب السوري انحسرت السيطرة الحكومية على مناطق كثيرة بسبب شراسة المعارك ونزوح الناس نحو دمشق وماحولها رغبة بالامان والمدارس وهروباً من حفلات الذبح والقسوة والاغتصاب
٤-وصلت الى تلك المناطق ارادات متنوعة وباوقات زمنية مختلفة وبإستثمارات في مجال النفوذ والسيطرة و(الاحتلال) وتناثرت على الحدود حتى صعب التمييز بين الوجوه التي غطاها الغبار البرتقالي والخوذة الحديدية ونظارات سوداء
٥- الكل راح يتنصت على الكل عبر اجهزة اللاسلكي والواتساب ومنهم عاد الى الطريقة البدائية في ايصال كلمة السر الليلي باستخدام الدراجات النارية (الماتور)لضمان سرية المعلومة وعدم اصطيادها عبر رادارات الاجهزة الذكية
٦-لقد رصدت ارادات عدة هناك عبر التنصت واعلام السيطرات وهي
أ-اميركا
ب-روسيا
ج-ايران
د-تركيا
هـ-عراقيون(فصائل)
و-قسد(اكراد سوريا )
ر-سوريون(عشائر عربية).
والجميع يحمل شهادة (براءة)الوصول والاقامة هناك لاسبابها ( الانسانية والسياسية ) وغيرهن
٧-بعد التدقيق في رقعة الشطرنج القريبة والمجاورة وطرق السير والامداد هناك ظهرت مجموعة من البقع الحمراء وهي
سنجار
تلعفر
كركوك
مناطق قسد
قنديل
سماوات السليمانية
أحراش فيشخابور
٨-قبل ان تتداخل الخنادق ويعلو الدخان على الحدود لابد من النظر الى لوحة الاحتمالات للصدام بين هذه الارادات فبرز
مايلي
أ-اميركا+قسد ضد سوريا وايران والفصائل
ب-تركيا +روسيا +سوريا
ضد قسد
ج-سوريا + ايران +الفصائل العراقية+عشائر سورية ضد قسد والاميركان
د -اميركا ضد الفصائل في معركة محدودة
هـ-احتمالات اخرى تتطور حسب المخفي من المصالح والعلاقات وسير موازيين القوى هناك
٩-المعلومات القديمة لدى مختبر الفحص السياسي هي
١- تركيا جاءت للتخلص من قسد والسيطرة على بعض حقول النفط السورية وشهية (الاحتلال) بعد ان استسهلت احتلال(قبرص وأدلب وبعشيقة) بأحلام السلطان العثماني من جديد
٢-اميركا حضرت هناك لمصلحة (اسرائيل) وخنق الطريق العقائدي العابر للحدود من ايران الى سوريا ولبنان عبر العراق وكذلك لمكافحة الارهاب (بأنواعه) وحماية الوجود القومي (قسد) واستثمارها عند الحاجة في المجال الحيوي القادم
٣-روسيا جاءت بدعوة من حكومة دمشق لمساعدتها في الحرب ضد التكفير والارهاب باعتبارها (صديق وحليف استراتيجي) وكذلك تجربة روسية للخروج من الانكفاء بعد تفكك الاتحاد السوفياتي والبحث عن مناطق نفوذ ولكراهية (القيادة الروسية)للحركات المتطرفة وقصصها في القوقاز والشيشان وكذلك للسباحة في مياه المتوسط النقية والدافئة
٤-ايران حضرت لحماية المقدسات الدينية و(ردجميل)لمواقف الاسد الاب أيام (حروب صدام) وكذلك للبحث عن مخفر متقدم يمكن تطويره في معادلة الصراع التقليدية مع اسرائيل و لضمان امنها المحلي والاقليمي من حركات التطرف هذه وتعبيد طريق الحرب والحرير والفستق والسياحة البرية الدينية من هناك
١٠-يوصف العراق في المشهد الحدودي المتنافس في الجانب السوري بانه ( أقل المؤثرين وأشد المتأثرين) في حالة انهيارات الارض وهيجان الكثبان الرملية وهو بحاجة الى (خلوة أمنية استراتيجية) تحسب المصالح والانعكاسات القريبة والبعيدة قبل ان تتقافز الضفادع في خريفها القادم مستفزة بأصوات المدافع والصواريخ في حفلة الاقتتال (الكبرى)كما سماهانصر الله في خطابه الاخير
١١-سخية بالدماء والبارود ستكون هذه الارض كعادتها عبر التاريخ وقد رشت كل الطرق بالملح لتحترق اصابع الضفادع واقدامها بعد ان خرجت من الفرات الذي لم يعد يغطيها لقلة مياهه التي خزنها الخليفة بين الجبال
١٢-حيارى عطاشى الى أين تلتفت والى اين تسير وقد غصت بريقها وعبراتها (أسرة ابي محمد)وهي تتأمل بنظرات تشبه الوداع الاخير لبيتها الريفي قبل ان تقطع خلوتها المسيرات المجهولة المالك والتي تكاثرت هذه الايام فوق (قرى الملح) التي لن تصبح (مدناً )هنا
لسردية عبد الرحمن منيف
النائب عباس الجبوري
عضو لجنة العلاقات الخارجية