ما أسباب تسجيل أميركا أكبر عدد إصابات بكورونا في العالم؟
مشاركة عبر:
28-03-2020, 15:05
353 مشاهدة
سجلت أمريكا أكبر عدد إصابات بفيروس كورونا المستجد في العالم، حيث أشارت المصادر الرسمية، أمس الجمعة، إلى تسجيل 100 ألف إصابة، مع وفاة حوالي 1600 شخص.
وبحسب وكالة الأنباء "رويترز" يحذر خبراء الصحة العامة من أن الوباء لم يبلغ ذروته بعد في أمريكا، لكن هناك عوامل عدة خلف تسجيل أعداد كبيرة من الإصابات في هذا البلد.
وأشارت الوكالة إلى أن أمريكا رفضت في بادئ الأمر رفع بعض القيود للسماح بتطوير فحوصها بنفسها، ما زاد من التأخير في مواجهة الأوضاع.
التأخر برصد الذين تواصلوا مع المصابين
وبدأ تفشي الفيروس التاجي في ولايتي واشنطن وكاليفورنا غربي البلاد، وبسبب عدم إجراء فحوصات واسعة، بدا البلد عاجزا عن رصد الأشخاص الذين كانوا على صلة مع المصابين.
وما زاد الأمر تعقيدا هو إرسال مراكز مكافحة الأمراض فحوصا غير صالحة إلى الولايات.ونوه مدير قسم طب الطوارئ في جامعة "جون هوبكي" غابور كيلن نز، إلى أنه "لو تمكنا من الوصول إلى رصد الذين تواصلوا مع الأشخاص المصابين، لكنا ربما عثرنا على المزيد من الحالات بشكل سريع، وعزلنا مواقع الانتشار الكبير".
وحول محاولة المسؤولين الأميركيين الدفاع عن أنفسهم بقولهم إن الفحوص التي طورتها كوريا الجنوبية، كانت تعطي أحيانا نتائج إيجابية بالخطأ. قال غابور كيلن: "الأمر الذي أعلّمه لتلاميذي في الطب: أي شيء أفضل من لا شيء، وكلما كان الوقت أبكر كان الأمر مجديا أكثر، الأفضل عدو الجيد".
على الولايات استخلاص العبر
وبدوره قال أستاذ الصحة العامة في جامعة هارفرد، توماس تساي، إنه يجدر بالولايات التي لم تشهد تزايدا في انتشار الوباء في الوقت الحاضر، أن تسرع إلى استخلاص العبر.
وأضاف تساري لوكالة "فرانس بريس" قائلا: "أمريكا ليست مجموعة موحدة، فهناك خمسون ولاية مع تحركات مختلفة قررها الحكام وإدارات الصحة العامة المحلية"، وأضاف "أعتقد أن ما نحن بحاجة إليه هو مجهود وطني حقيقي بالتنسيق".
وحذر تساري من الاستمرار في "ردود متباينة" بين الولايات حول حركة الأشخاص التي قد تجعل الوباء ينتشر في ولايات جديدة.
أمريكا على أبواب وباء كارثي
اعتبر خبير علم الأوبئة في جامعة "تورونتو" ديفيد فيسمان، في تصريح لوكالة "فرانس بريس" أن "نسبة الوفيات لا تطمئن"، منوها إلى أنها "ستزداد لأن الأمر يستغرق وقتا حتى تحصل وفيات. أتوقع أن تكون الولايات المتحدة على أبواب وباء كارثي بالمطلق".
واتفق الجميع على أن تدابير الحجر الصحي ضرورية للاستمرار في "خفض مسار" انتشار الوباء، أي إبطاء عدد الإصابات الجديدة وسرعة تسجيلها لتفادي قدر الإمكان استنفاد طاقات المستشفيات كما يحصل في ولاية نيويورك.
الذروة في منتصف أبريل
وتتوقع كلية الطب في جامعة واشنطن أنه في حال استمرار الوباء في مساره الحالي فإن ذروة انتشار الوباء ستسجل في منتصف أبريل/نيسان، على أن يراوح عدد الوفيات حوالي 80 ألفا اعتبارا من حزيران/يونيو، ووضعت الكلية نموذجا اشارت فيه إلى أن هذا العدد سيتراوح بين 38 ألف وفاة كحد أدنى و 162 ألفا كحد أقصى.
وبرأي غابور كيلن، من وجهة النظر العلمية من الممكن أن يتحول الفيروس مع الوقت إلى شكل أقل فتكا، كما أن الحر والرطوبة قد يبطئان انتشاره.