×

أخر الأخبار

ماگرون       من النيجر الى الغابون        ( مَنْ شربَ الفودگا)

  • 2-09-2023, 16:26
  • 130 مشاهدة
  • عباس الجبوري

*مشهد العالم اليوم وهو يسير على طريق النار والرماد الذي تطاير من آسيا في (فلسطين وسوريا واليمن)مروراً بأفريقياعبر(ليبيا والسودان والنيجر الى الغابون) ليستقر في اوروبا عبر (اوكرانيا) التي لاتشبه الاخرين بالجغرافيا والحلفاء والاموال والابطال والعيون الزرقاء ) والجميع يسأل (هل يكتب الجنود رسائل الحب والسلامةالى عوائلهم من الخنادق بعد اليوم)أم لم يبقى وقت لكتابة ذكريات الحرب اليومية المكتظة بالاشباح والمسرعة للموت من بعيد؟



١-الغابون بلد افريقي يقع في وسط غرب القارة الافريقية                والغابون مشتق اسمها من اللغة البرتغالية (غاباو) وتعني العباءة باللغة العربية وهو ما يقرب من شكل مصب نهر كومو ليبرفيل     وللاسم في لغة العرب إشارة أطفئت بعد التحديث 

٢-عدد نفوسها حوالي مليونين نسمة 
لغتها الرسمي الفرنسية
الاغلبية السكانية ديانتها مسيحية
المسلمون نسبتهم حوالي ١٢٪؜من نفوس الغابون 

٣-وصلها الفرنسيون عام١٦٣٠ ميلادية وبقيت هناك الى عام ١٩٦٠ حيث نالت الغابون (سيادتها )
وانظمت الى هيئة الامم المتحدة وبمباركة فرنسية حيث تم زفافها كالعروس الى الامم المتحدة 

٤-رئيس الغابون (ليون امبا) انتخب كأول رئيس لها بانتخابات تحت اشراف فرنسي وهي التي دعمت ومولت حملته الانتخابية 
عام ١٩٦٧ انتخب البرت برنار بونغو خلفاًللرئيس السابق وفي عام ١٩٧٣ اعتنق الرئيس الاسلام وبدل اسمه الى (عمر بونغو) وتم كذلك تبديل اسم ولده (آلان برنار)الى اسم ( علي عمر بونغو) واعتبر البعض هذا التحول خدعة للاستمرار بالحكم والتقرب من بعض البلدان العربية والاسلامية ولجذب الاستثمارات من تلك الدول 

٥-الرئيس المخلوع (علي بونغو) والمشكوك في ولادته لوالديه وانما تم (تبنِّيه) من جنوب شرق نيجيريا خلال الحرب الاهلية في نيجريا 
أتم تعليمه الابتدائي في فرنسا حيث درس هناك وبعدها شغف بالغناء متأثراً بوالدته المغنية (باتيناس داباني) وأصدر اول البوم غنائي بعنوان     (ABrand New Man )
وبعدها اقنعه ابوه بشق الانفس بالتوجه الى السياسة فباركت له فرنسا ذلك التوجه بعد جلبه من حانة الخمور في ضاحية نويلي الباريسية الراقية         في محاولة لتخفيف ادمانه والمضي به الى السياسة لخلافة والده من بعد وفاته وتم له ذلك رغم تعليقات البعض عليه باعتباره (دخيلاً)على الغابون التي لم يعش بها منذ طفولته 

٦-النفط يمثل ٨٠٪؜من صادرات الغابون وتعتبر الغابون اكبر دولة مصدرة للنفط في افريقيا وتشكل الغابات ٨٨٪؜من مساحة البلاد  وتعتبر البلاد غنية بثرواتها وفقيرة في واقعها لان ثرواتها تصدر الى الاخرين بأسعار زهيدة وبادارات غامضة 

٧-الغابون ليست عضواً الى الان في المجموعة الاقتصادية لغرب افريقيا. (الايكواس) ولهذا ستبدو غير قادرة على التدخل في الغابون بعد ان ترددت الى الان من(التدخل) في النيجر بعد انقلاب الحكم هناك لغير صالح فرنسا كذلك وهنا ستهتز صورة الاحلاف والتكتلات التي صاغتها فرنسا لحفظ مصالحها وترسيخ (الديمقراطية) هناك 

٨-قبل حوالي اسبوع وقع انقلاب عسكري في الغابون ونجح في ازاحة (علي بونغو)بعد ان فاز في انتخابات هزيلة ومطعون بنزاهتها  فانتابت العالم صدمة المفاجأة وتبلورت ردود الافعال لمن يعنيهم الامر بصور متعددة
أ-فرنسا نددت بالانقلاب ودعت الى العودة للنظام السابق
ب-اميركا أعربت عن القلق مما حصل ودانت الانقلاب 
ج-روسيا نتابع مافي الغابون  بقلق شديد 

د-الصين التي لديها استثمارات كبيرة هناك دعت الى عودة الرئيس(علي بونغو) 

هـ-الاتحاد الافريقي يدعو الى سلامة بونغو 

و-الاتحاد الاوروبي مايحدث في الغابون مشكلة كبيرة وانقلاب عسكري خطير 

٩-كل ردود الافعال ظاهرها تريد العودة للنظام السابق عدا روسيا  ويبدو ان جميع الدول تحاول التقليل من شأن الانقلاب وقادته العسكريين وهي تخشى من تشقق الارض تحت اقدام الحكام الجدد هناك مما يسمح لنشاط المتطرفين والاصوليين بالتمدد والعبث بالامن هناك         وتلك قصة ثانية تؤرق الآمنين من الناس 

١٠-يتسائل البعض عن سبب هذه الانقلاب وارتفاع شهية العسكر بالتغيير وما هي الدوافع لذلك وهل هي
أ-بسبب الفقر الذي تعاني منه ومن الفساد المستشري باداراتها
ب-بسبب فقدان السيادة نتيجة الهيمنة الفرنسية على مقاليد الحكم والقرار هناك 

ج-بسبب التغريب الثقافي والحضاري الذي تمارسه فرنسا عليهم 


د-فشل تجربة الديمقراطية (المؤدلجة)في اقناع الناس بها 

هـ-تنامي الحس الوطني والمعلوماتي عن (السيارة الفرنسية التي لاتسير الا بوقود افريقي)والتي تحتكره فرنسا (بتراب السعر) من الغابون وشعبها يتضور جوعاً وفقرا 

١١-تجربتنا نحن الفقراء الى الله مع الانقلابات تجربة مريرة ومصبوغة بالدم والمشانق طوال نصف قرن ولكن يبقى لكل بلد ظروفه وقناعاته وأدوات التغيير لديه وهي تختلف من مكان لأخر مادامت الامور نسبية في نتائجها ومعطياتها 
ولكن آن الاوان للانسانية ان تتقدم على القسوة والانانية وعلى قياس مسطرة الحاجات الاساسية التي تتشابه بين الافراد والشعوب
ويبقى الامل يراود الانسان في عمره ويغريه بصناعة فرح ٍله قبل ان تغمره الكآبات بأنامل ناعمة وبأضافر مصبوغة بالوان زاهية تشغل عقول البراعم عن القيم النبيلة وقيم الجمال الممتعة للوجدان 

عباس الجبوري
عضو لجنة العلاقات الخارجية