×

أخر الأخبار

شخصيات عرفتها ٢٧ الفقيه السيد حسين إسماعيل الصدر

  • 11-07-2023, 11:35
  • 270 مشاهدة
  • د. صلاح عبد الرزاق

١١ تموز ٢٠٢٣

الأسرة والنشأة
هو الفقيه السيد حسين بن المرجع السيد إسماعيل بن العلامة السيد حيدر بن السيد المرجع السيد إسماعيل الكبير بن الفقيه السيد صدر الدين العاملي. كان جد أبيه السيد إسماعيل الصدر (١٢٥٨-١٣٣٨ هـ) قد ولد في أصفهان ودرس فيها ثم انتقل إلى العراق ودرس في النجف وسامراء، وكان من تلامذة السيد الميرزا محمد حسن الشيرازي صاحب فتوى التنباك الشهيرة.

كان السيد إسماعيل الكبير من مراجع التقليد ، وشارك مع فقهاء آخرين في إصدار فتاوى ضد اعتداءات الروس على إيران (١٣٢٧-١٣٢٩ هـ / ١٩٠٩ - ١٩١١) عندما احتلت شمال إيران . وكذلك فتوى الجهاد ضد القوات الإيطالية التي غزت ليبيا عام ١٩١٢ بالمشاركة مع شيخ الشريعة الاصفهاني والآخوند الملا كاظم الخراساني والشيخ عبدالله المازندراني. وشارك في إصدار فتاوى الجهاد والدفاع عن العراق بعد الغزو البريطاني للبصرة عام ١٩١٤.
كما شارك مراجع وعلماء آخرين في تحريم دخول البضائع الأجنبية إلى أسواق البلدان الإسلامية لما اعتبر أنها ترويج للثقافة الغربية وخصوصاً الملابس.
وقضى أواخر سني عمره في الكاظمية ودفن في الكاظمية في مقبرته في الحجرة المحاذية لرواق قبر الامامين الكاظمين.

أنجب السيد إسماعيل الكبير أربعة أبناء هم:
١-السيد محمد مهدي (١٢٩٦-؟ هـ/ ١٨٧٩- )
٢- السيد صدر الدين محمد علي (١٢٩٩- ١٣٧٢ هـ / ١٨٨٢- ١٩٥٣)
٣- السيد محمد جواد (١٣٠١- ؟ هـ/ ١٨٨٤ - )
٤- السيد حيدر الصدر (١٣٠٩ -١٣٥٦ هـ / ١٨٩٢- ١٩٣٧)

السيد حيدر إسماعيل الصدر
 السيد حيدر الصدر هو عالم فاضل ، فقيه أصولي ، محقق نابغ . ولد في سامراء عام ١٣٠٩ هـ / ١٨٩٢ ، وسافر مع والده إلى كربلاء عام ١٣١٤ هـ/ ١٨٩٦ حيث بدأ بدراسة العلوم الدينية، ثم ذهب إلي الكاظمية واستقر فيها حتى وافاه الأجل . وكان مشغولاً بالتدريس والتأليف وأداء الواجبات الدينية.
وقد تتلمذ على يد والده السيد إسماعيل الكبير والشيخ عبد الكريم الحائري والسيد حسين الفشاركي أثناء إقامتهما في كربلاء. ومن تلامذته الشيخ محمد تقي الفقيه العاملي والشهيد السيد محمد طاهر الحيدري.
توفي السيد حيدر الصدر عام ١٣٥٦ هـ / ١٩٣٧ ، ودفن بجوار قبر والده في رواق العتبة الكاظمية وقبره معروف.

تزوج السيد حيدر من ابنة الشيخ عبد الحسين الشيخ باقر آل ياسين الذي كان أحد أعلام الأسرة.
أنجب السيد حيدر ثلاثة أولاد هم:
١-السيد إسماعيل الصدر
٢- الشهيد السيد محمد باقر الصدر
٣- الشهيدة السيدة آمنة الصدر

السيد إسماعيل الصدر
ولد السيد إسماعيل الصدر ، وهو والد المترجم له الفقيه السيد حسين الصدر ، في مدينة الكاظمية المقدسة عام ١٣٤٠ هـ  / ١٩٢٢ ونشأ فيها ، وتتلمذ على يد والده السيد حيدر الصدر ، ثم أكمل دروسه الحوزوية على يد السيد أحمد الكيشوان والشيخ علي الزنجاني والسيد جواد الصدر.
هاجر إلى مدينة النجف الأشرف عام ١٣٦٥ هـ/ ١٩٤٦ لمواصلة الدراسة في الحوزة العلمية ، فحضر دروس الشيخ محمد رضا آل ياسين والسيد محسن الحكيم والسيد عبد الهادي الشيرازي والشيخ حسين الحلي والسيد أبو القاسم الخوئي.
في عام ١٣٨٠ هـ/ ١٩٦٠ عاد إلى مسقط رأسه الكاظمية واشتغل بالبحث والتدريس وتفسير القرآن الكريم وفي شرح الكفاية والرسائل. وكان يقيم الصلاة جماعة في الصحن الكاظمي الشريف. وأجيز بالاجتهاد عن السيد عبد الهادي الشيرازي والشيخ مرتضى آل ياسين، ويروي إجازة عن السيد عبد الحسين شرف الدين.
وكان يجذب الشباب لمحاضراته وشجعهم على أن يكون لكل منهم مكتبة شخصية في منزله. وقد قام بتأسيس (جامع الهاشمي) في منطقة الشوصة بالكاظمية المقدسة. وكان يدعو الخطباء في أشهر محرم وصفر ورمضان لإحياء المجالس الحسينية وأبرزهم الشيخ أحمد الوائلي. وأنا كنت أحضر محاضراته وأجد عدد من العلماء وفيهم السيد إسماعيل الصدر جالسين في باب المسجد لاستقبال وتوديع الجمهور.
كما أسس حوزة علمية في جامع الهاشمي والتي أسسها للشباب.

من مؤلفاته: محاضرات في تفسير القرآن، الاخلاق ودورها في الحياة، شرح كفاية الاصول، تعليقة على المكاسب، تعليقه على العروة الوثقى، كتاب الطهارة، شرح رسالة الحقوق للامام زين العابدين عليه السلام، تقريرات الاصول من بحث الخوئي، مستدرك اعيان الشيعة، فصل الخطاب في حكم اهل الكتاب، وتعليق على كتاب التشريع الجنائي الإسلامي لعبد القادر عودة.

وكان السيد حيدر الصدر قد ترك طفلين أخوين هما السيد محمد باقر والسيدة آمنة، فتولى السيد إسماعيل رعايتهما وتعليمهما وتربيتهما بالإضافة إلى والدتهم ، حتى كبرا وكانا علمين بارزين. بعد استشهاد السيد محمد باقر الصدر تولى السيد حسين إسماعيل الصدر تربية أولاده ومنهم السيد جعفر الصدر. وكان للسيد محمد باقر الصدر خمس بنات تزوجن من كل من السيد حسين إسماعيل الصدر ، والسيد مصطفى محمد محمد صادق الصدر ، والسيد مؤمل محمد محمد صادر الصدر ، والسيد مقتدى السيد محمد محمد صادق الصدر ، والشهيد الشيخ محمد النعماني الذي أعدمه النظام البعثي عام ١٩٩٠.  

توفي السيد اسماعيل الصدر رحمه الله تعالى في الكاظمية في السادس من شهر ذي الحجة سنة 1388هـ / آذار ١٩٦٩، ونقل الى مدينة النجف الاشرف ودفن في الصحن الشريف بحجرة رقم (48).

أنجب السيد إسماعيل الصدر :
١-السيد حيدر الصدر الذي اختطف في طريق مطار بغداد عام ٢٠٠٦ بعد عودته من رحلة للعلاج في الأردن. ولم يعرف مصيره.
٢- السيد الفقيه حسين الصدر
٣- السيد حسن الصدر الذي توفي في السويد في أيلول ٢٠٢٢ .
٣- بنت تزوجت من السيد حسين هادي الصدر

الفقيه السيد حسين إسماعيل الصدر
ولد السيد حسين الصدر في الكاظمية عام ١٩٥٢ ، بعد أن أكمل الدراسة الأكاديمية انخرط في الدراسة الحوزوية. توجه بعدها إلى النجف الأشرف كإكمال دراسته الحوزوية. فدرس عند والده السيد إسماعيل الصدر ، وعند عمه السيد محمد باقر الصدر، ولدى السيد أبو القاسم الخوئي.
عاصر السيد حسين الصدر مرحلة شديدة في عهد النظام البعثي الأمر الذي حمله مسؤولية حماية أسر وأبناء آل الصدر منذ عام ١٩٧٩ عندما تم اعتقال السيد حسين هادي الصدر ، ثم السيد محمد باقر الصدر ومن ثم استشهاده عام ١٩٨٠. كما تعرض للاعتقال بعد الانتفاضة الشعبانية عام ١٩٩١ ، وعانى من التعذيب الجسدي والنفسي. وكان مع الوجبة الأولى من المؤمنين المجاهدين أمثال الشهيد قاسم المبرقع ، وحكمته محكمة الثورة . واعتقلت السلطة السيد صالح مهدي الحيدري الذي أودع في سجن مديرية الأمن العام عام ١٩٨٠.

نشاطاته في زمن الطاغية
وكان للسيد حسين إسماعيل الصدر نشاطات إسلامية وثقافية لنشر الوعي الإسلامي بين المؤمنين والشباب. كما عني بالأبنية التراثية كالمدارس الدينية والحسينيات التي دمرها نظام البعث مثل حسينية آل الصدر التي أسسها العلامة السيد مهدي عام ١٩٦٣.
كان رأيه أن لا يصطدم مباشرة أو بالجهاد المسلح ضد السلطة البعثية . فقد دفعت أسرة الصدر أرواحاً ونفوساً ومعاناة في ذلك الطريق. إذ كان يدافع عن الناس والشيعة بالكلمة والموعظة الحسنة. وفي كل الحوادث كان هو المتكلم نيابة عن العلماء والمؤمنين ليحميهم من بطش النظام البعثي قدر الإمكان.

وكان أول من أقام الزيارات الجماعية إلى كربلاء واستئجار باصات لنقل الزوار انطلاقاً من جامع الهاشمي، وسواق الباصات من الذين يصلون خلف سماحته في الجامع. وقبل ذلك كانت الزيارات إلى كربلاء تقتصر على الأفراد والعائلات لوحدها. وكان برنامج الزيارة يبدأ بالذهاب إلى العتبة الكاظمية قبل صلاة الظهر ، ثم العودة إلى جامع الهاشمي لأداء صلاتي الظهر والعصر بإمامة السيد حسين الصدر. بعد ذلك يركب المصلون حافلات النقل متوجهين إلى كربلاء لزيارة الإمام الحسين (ع). ولم تنج هذه الزيارات الجماعية من متابعة أزلام النظام ، فكان يرسل بعض عناصر الأمن والمخابرات ليركبوا معهم ومراقبتهم. وقد انتشرت ظاهرة الزيارات الجماعية إلى كربلاء إلى مناطق أخرى في بغداد كالكرادة وحي العامل والشعلة وبغداد الجديدة.
ومن مظاهر التقارب المذهبي اصطحاب الزوار من أهل السنة وعائلاتهم إلى كربلاء. فكانت ترفع الصلوات على محمد وأل محمد ولشيعة أمير المؤمنين وللسنة الذين معهم.

وكان لا يمانع من الظهور على شاشة التلفزيون في ذكرى جرح أو استشهاد الأمام علي (ع) في شهر رمضان. وكان يقرأ المقتل بأسلوبه الخاص الذي يختلف أن النمط التقليدي للخطباء والمحاضرين.  ولم يكن جمهوره من الشيعة فقط ، بل كانت هناك عائلات سنية تتابع سماحته في ذلك الموعد. وكان بعضهم لا يذهب للجامع لأداء صلاة المغرب بسبب تزامن موعد المقتل مع الصلاة.

وكان يسعى لنشر الفكر والثقافة ، ويجعل توفير سبلها ميسوراً. فبعد أداء الصلاة جماعة في جامع الهاشمي كان المؤذن يجلس وأمامه مؤلفات السيد حسين الصدر ، ويعرضها للبيع بأسعار رمزية. كانت كتاباته تخاطب كل الفئات في المجتمع ، الكبير والصغير ، المتعلم والمثقف. فالكل يستطيع قراءتها وفهمها بأسلوب ميسر.

مؤلفاته
بلغت مؤلفاته الـ (١٧٢) كتاباً في مختلف العلوم الإسلامية ، منها (١١) كتاباً في علوم القرآن كالتفسير النافع في سبع مجلدات، والتفسير العلمي في (٣٠) جزءاً، ودروس في علوم التجويد ، والتفسير المختصر بمجلد واحد.

وأما في الفكر الاسلامي  فمؤلفاته تبلغ ( 98 ) كتاباً منها :ـ الإسلام والترف ، ومن المسجد إلى بناء الإنسان ، والضمير الديني ، ودورة في الحياة ، و كيف نفهم الاجتهاد و التقليد ؟ و كيف نتعايش مع القرآن والدين وتهذيب السلوك ، وأخلاق الفرد في القران الكريم ، والأخلاق و دورها في الحياة ، واللسان بين الجنة و النار الخ .

واما مؤلفاته الفقهية، فبلغت ( 23 ) كتاباً منها :ـ  دروس في علم المنطق ، المنطق في سؤال و جواب ، مباحث الألفاظ ، أصول الفقه في قسمين لمرحلتين ، الأدلة العقلية ، المصطلحات الفقهية ، ونافذة على الفلسفة الإسلامية ، ونافذة على علم الرجال وغيرها.

واما مؤلفاته من كتب التربية كانت ( 10 ) كتب منها :ـ يا بني أقم الصلاة ، عقيدتي ، إلى صغاري الأحباء .

واما مؤلفاته في كتب العقيدة كانت ( 16 ) كتاباً منها : الشفاعة في القران ، حكم تكفير المسلم في القران و السنة ، الإمام الشهيد السيد محمد باقر الصدر ،  الشهيدة العلوية  بنت الهدى (رض) ، حياة الإمام الشهيد السيد محمد باقر...الخ.

واما مؤلفاته القصصية كانت ( 34 ) قصة ومنها : عشرة كتب  قصص الانبياء ، مع الشاكين في مناجاتهم ( سبعة أجزاء) ، تربية النفس ،  ونظرية التعامل مع الواقع ...الخ.


نشاطاته بعد سقوط النظام
اهتم السيد حسين الصدر بترسيخ النظام الديمقراطي بعد سقوط الدكتاتورية ، وعرف سماحته بالانفتاح علي كل السياسيين والشخصيات المؤثرة. فكان يستقبل القادة السياسيين ورؤساء الوزارات والوزراء والمحافظين العراقيين والقادة العسكريين. كما يستقبل السفراء الأجانب في بغداد والشخصيات الدولية والمنظمات الإنسانية والحقوقية ، إضافة إلي الشخصيات العربية سواء العاملة في بغداد أو في بلدانها. وكان لا يتردد في استقبال الشخصيات الأمريكية أمثال السفير بول بريمر ووزير الخارجية الأمريكي كولن بأول ، ومن ثم السفيرة إلينا رومانسكي، وممثلة الأمم المتحدة في بغداد جينين بلاسخارت وغيرهم. وتعاون مع الفاتيكان والبابا الراحل جان بولس الثاني وكذلك مع المبعوث الخاص لرئيس أساقفة كانتربري في الشرق الأوسط كانون اندرو وايت.

كان السيد حسين الصدر أحد أعضاء الجمعية الوطنية الانتقالية المؤقتة للفترة ٢٠٠٤ و ٢٠٠٥ . وهي الجمعية التي أنجزت تدوين الدستور العراقي وعرضته للاستفتاء العام في تشرين الأول ٢٠٠٥ .

أسس السيد حسين إسماعيل الصدر مشروع (مؤسسة الحوار الإنساني) ، وكان له تأثير واضح في استيعاب كثير من مكونات المجتمع العراقي وشخصياته  ، وترسيخ مفاهيم الوحدة الوطنية وتوحيد الشعب العراقي. وقد عقد سماحته مؤتمرات جمعت العراقيين من مختلف مذاهبهم وانتماءاتهم القومية ليناقشوا قضايا وهموم الوطن العراقي.
ففي حين كانت القاعدة والجماعات الإرهابية تنشر الفتنة الطائفية وتصدر فتاوى القتل والتطهير ، كان السيد حسين الصدر يعقد في الكاظمية المقدسة مؤتمراً باسم (مؤتمر الإفتاء العراقي) في ١٠ أيار ٢٠٠٦ شارك فيه علماء دين من جميع محافظات العراق. كما عقد مؤتمراً باسم (مؤتمر الأخوة العشائري) جمع فيه شيوخ العشائر العراقية من مختلف المحافظات ، ومن مختلف الانتماءات المذهبية والقومية في نفس الفترة. وعرف سماحته بتواصله مه الأقليات الدينية كالصابئة والمسيحيين ، إضافة إلى الشيعة والسنة من مختلف التوجهات الفكرية والعقائدية.

مشاريعه الخيرية
 أبدى سماحته عناية ورعاية لمساعدة المجتمع فكان له الدور الريادي في إنشاء دور الأيتام ، وبناء المدارس والمراكز الطبية المتخصصة ( ٣٠ مركزاً ) والعيادات الصحية لعلاج المرضى بأسعار رمزية.
وأنشأ سماحته شبكة مراكز التدريب المهني والثقافي ومراكز رياضية للشباب المحرومين . كما أنشأ شبكة مماثلة من المراكز تهدف إلى تمكين المرأة العراقية والتي انخفض وضعها في المجتمع خلال سنوات الحصار الدولي على العراق. وأنشأ (١٥) مشروعاً ثقافياً في أنحاء العراق، تشمل معارض للكتاب وتأسيس مكتبات . وأنشأ (١٢٠) مدرسة ومركز تدريب في أنحاء العراق.

مواقفه تجاه القضايا والأحداث
-العراق بحاجة إلي علاقات متينة مع الدول العربية وخاصة مع دول الجوار، وحل الخلافات مع الدول الخليجية. لابد من العمل الجاد الكفيل بإعادة أفضل العلاقات مع الدول العربية التي لا يمكن أن نستغني عنها، كما أنها لا يمكن أن تستغني عن العراق باعتباره رئة الأمة العربية.

- الربيع العربي هو خريف عربي لأنه أدى إلى تساقط القيم والمبادئ الوطنية والأخلاقية والايمانية، من المؤسف أن ما سمي بالربيع قد شوه الإسلام والدين والرسالات الإسلامية ، وأعطى صورة مؤلمة ومرعبة عن الإسلام والدين.

- من سيّس الدين قد أهانه ، ومن سيّس المذهب فقد أساء إليه. فالدين يجب أن لا يكون مفردة سياسية لأنه أعلى من السياسة. فهو محبة للجميع ، وليس من الصائب أن يكون طرفاً سياسياً ، ويدخل في نزاعات مع الأطراف الأخرى. ولذلك فإن سلبية العاملين باسم الدين تنعكس على الدين نفسه وليس على اولئك المسيئين، ومن هنا نتمنى أن لا يتم استخدام الدين أو المذهب كمفردة سياسية.

- التعاون والعلاقات بين مرجعيتنا ومشيخة الازهر برئاسة السيد احمد الطيب قائم. ونحن نحمل له كل التقدير والاعتزاز ولدينا اتصالات هاتفية متكررة معه، وقد شددنا على ساعده حين طرح مسألة الدولة المدنية وضرورة الابتعاد عن تسييس الاسلام والتساوي بين جميع مكونات المجتمع.

 - نحن مستمرون بدعم الازهر والتنسيق معه باعتباره ممثلاً للخط الاسلامي الوسطي المعتدل القادر على حمل الرسالة الاسلامية .. ونحن نشجع على أن تكون للأزهر المساحة الواسعة في العالم العربي والاسلامي، بل وفي العالم كله، لأننا بأمس الحاجة حاليًا لإظهار الاسلام على واقعه الانساني والثقافي.

- إن مشاريع مؤسسة الحوار الانساني في العراق في توسع وتطور مستمرين وانجزنا الكثير من المشاريع المهمة على الساحة العراقية ومن اهمها : مؤسسة تنمية تطوير قابليات الشباب ويشرف عليها متخصصون .. كما انشأنا حديثًا مؤسسة "صدى العراق للتنمية الفقهية والحوزوية" في النجف الاشرف وأدخلنا فيها مناهج لتعليم اللغة الانكليزية والحاسوب والانترنت وعلم النفس والاجتماع على اعتبار أن حامل الرسالة الدينية يجب أن يعرف كيف يتعامل مع الفرد والمجتمع بشكل صحيح وهناك اكثر من الفي طالب سجلوا في هذه المؤسسة.
- ومن التشكيلات المهمة التي قمنا بتأسيسها هي منظمة "عراق بلا مخدرات" للتصدي لغزو المخدرات للعراق وبشكل واسع وغير طبيعي وهي تضم مجموعة من الاطباء والمختصين في اعراض الادمان على المخدرات حيث يقومون في البداية بمعالجة المدمن بالنصائح والارشاد الديني والانساني والأخلاقي. وتقوم المؤسسة بالتنسيق ايضًا مع الجهات الرسمية المختصة مثل وزارة الصحة والتربية والتعليم العالي من اجل القيام بالتثقيف الهادف لإنقاذ الشباب من السقوط في براثن آفة المخدرات.
لقاءاتي بالسيد حسين الصدر

يعود أول لقاء لي بسماحة السيد حسين الصدر بعد سقوط النظام عام ٢٠٠٤ ، عندما كنت في وفد من الوقف الشيعي لزيارته والتباحث معه في بعض الأمور. وكان الوفد يضم عدة مسؤولين من الوقف بينهم السيد حسن السنيد. وفي تلك الزيارة التقيت بالسيد جعفر الصدر وتحدثنا في بعض الأمور الاكاديمية وسأل عن إمكانية إكماله دراسة الماجستير في الحقوق ، بعد أن حصل على شهادة البكالوريوس من قبل.

واللقاء الآخر كان بعد حادثة اختطاف أخيه حيدر الصدر وكان معنا الدكتور موفق الربيعي مستشار الأمن القومي في عام ٢٠٠٦ حيث رأيت سماحته قلقاً جداً على أخيه ، ويناقش الربيعي حول إمكانية العثور عليه وتحريره من خاطفيه.

أما اللقاء الثالث مع سماحته ، على ما أتذكر ، كان في أيلول عام ٢٠٠٩ عندما استقبلني كمحافظ لبغداد . وكنت قد أرسلت له مجموعة من مؤلفاتي قبل الزيارة. وعندما التقينا فاجئني بالحديث عن كتبي واحداً بعد الآخر ، وكأنها أمامه يطالعها. فتعجبت كثيراً من قوة حافظته واسترساله في وصف محتويات كل كتاب بدقة. وكانت قناة السلام الفضائية حاضرة وتسجل كلمة سماحته . وفي اليوم التالي أذيع اللقاء كاملاً في القناة ، واستغرق قرابة الساعة. الحقيقة لقد بهرني سماحته وهو يمتدح مؤلفاتي وشخصي كمسؤول وككاتب ومثقف ومهاجر. وفي نهاية اللقاء قدم لي درع مؤسسة الحوار الإنساني وعليه صورة سماحته.

واللقاء الرابع كان في ٢٢ تشرين الثاني ٢٠١٢ الموافق ٦ محرم ١٤٣٤ هـ حيث كان سماحته قد دعاني إلى مأدبة عشاء بحضور بعض الشخصيات في مكتبه. وأثناء اللقاء قدمت لسماحته مجموعة أخرى من كتبي التي حظيت بإعجابه وإطرائه. وعند الوداع قدم لي سماحته مسبحة من الكهرب. وقدمت له عصا خشبية مزخرفة بالمينا ، ويمكن طيها وتركيبها لتوضع في حقيبة.

واللقاء الخامس كان في ١٦ كانون الثاني ٢٠١٥ حيث قمت بعيادته بعد إجرائه عملية جراحية. وكان مستلقياً على فراشه، وفرح كثيراً بلقائي واستقباله لي. وتحدثنا برهة من الزمن عن عمليته وعلاجه. وقدمت له كتابين جديدين قد صدرا مؤخرا وهما (تاريخ القشلة وإعمارها) و (المجتمع النبوي ليس بلا مشاكل.