×

أخر الأخبار

(المراهقة المتأخرة)      السعودية و ايران!

  • 27-06-2023, 14:00
  • 133 مشاهدة
  • النائب عباس الجبوري

١-المراهقة المتأخرة تصيب بعض الرجال والنساء بعد عمر الاربعين عاما ومن علاماتها التصرف بحيوية فائقة واقامة علاقات جديدة وتغيير بالمظهر الخارجي والمبالغة بردود الافعال وبالمحصلة هي محاولة للتشبه بالشباب وإلفات النظر اليه في استدارة حادة لتصفير العداد العمري او لتغييره وانقاصه عبر تغيير المواصفات الفيزياوية له

٢-من اسباب المراهقة المتأخرة هو حرمان الطفل من التمتع بطفولة طبيعية نتيجة فقدان احد الوالدين او قلة خبرة تربوية لدى الابوين وكذلك حرمان الشاب في مرحلة المراهقة من الكثير من رغباته ونشاطاته وكذلك لعدم شعوره بالراحة والامان في زواجه فيحاول ان يبحث من جديدعلى حب جديد في مرحلة متأخرة للتعويض عما فقده ولتشتيت الرهبة من التقدم بالعمر والاقتراب من مرحلة الضعف والوهن في طريقه

٣-سؤال العرب والعجم الى أين ؟وهم يشاهدون (المراهِقَين)ايران والسعودية وقد تشابكت أكفهما وتسوّرت أذرعهما بالتواءات جميلة حد الاغراء للعشاق وحد الحسد للعذّال وحد الغبطة للمحبين بلا هواتف ذكية من زمن العشق المعتمد على السمع والوصف وصدفة الطريق وبريد الامهات بلا اسلاك (والأُذنُ تعشقُ قبلَ العينِ أحيانا) جرساً ونغمةً وسؤالاً وتعليلا

٤-حركة (الصداقة المتأخرة)بين ايران والسعودية والتي انطلقت بسرعة فرط صوتية (أسرع. من الصوت بمرات متعددة)بعد أربعين عاماً من الشك والتوجس والخوف والقلق تمددت على الارض بحصار ومقاطعة وطرد سفراء وحروب بالنيابة وملاحقة علاقات وتطيير صداقات وأحلاف وسخاء وتأليب متبادل ولأسباب مجهولة ومعلومة ومصطنعة  لاتشبه العداوة ولاتشبه الصداقة ولاتشبه الا الشبهات لبؤبؤ العين الكسول

٥-تتفق السعودية وايران على تسمية واحدة لهذه المرحلة في وصفها (فرصة من ذهب) تحمل على اجنحتها كل الخير لهما وللجيران وعليهما ان يتمسكا بها ويمنعانها من الهرب من أصابعهما التي تنسح الحرير والسجاجيد بمهارة فائقة قبل ان تودعا الهدهد ليعود الى اليمن والياسمين ليضوع في الغوطة الدمشقية وتضيئا أفران (الصفيحة البعلبكية)بزيت ومازوت البصرة والدمام وعبادان قبل ان يصيرا اصدقاءاً للبيئة بطاقتهما النظيفة

٦-منطقة التفاوض بين البلدين ستشهد نشاطا ً سياسياً واقتصادياً واجتماعياً بينهما بعد ان تم المسح الامني لمنطقة التفاوض هذه والتي تمتد وتتأثر وتتناثر على مستوى عريض من المجال الحيوي للاقليم وللعالم وهذه التقطتها السعودية وايران برغبة عارمة ووعي صادق لتحقيق  مصالح الشعوب المثقلة بالفقر والخوف والجفاف وبنيا عليها سورا للامان مستوحىً من سور الصين العظيم


٧-استطاعت السعوية ان تقنع الاميركان بصحة التسوية السياسية مع ايران فتفهمت اميركا الرسالة وهي المشغولة بحرب اوكرانيا باسلحتها الذكية ومتربصة من الصين التي تسابق الزمن على صفحة الكي بورد والذكاء الصيني الاصطناعي ورقائق الهواتف والحواسيب وماتخفيه في البر والبحر (وما تغيض الارحام وما تزداد) فردد طوني بلنكن اغنية محمد عبده في مضارب الجنادرية (الاماكن كلها مشتاقة لك)مشتاقة لك وتنتظرك للقاء صريح بطعم التفاهم وتفاهم بنكهة الاتفاق ولو لم تسميه نشرات الاخبار وعواجل الفضائيات

٨-كانت قمة في جدة ولقا ءفي استانه ومنتدى في بغداد وتبريد في اليمن وحجاج من صنعاء (ودوحة )في بغدادوحج يقترب من(الديجيتال)من التسهيلات والخدمات والحرية ورسائل حب من اسطنبول وجزائر في موسكو  وابو ظبي تعلن حبها لبوتين على رؤوس الاشهاد والاعواد  
وكل هذا وذاك قد شرب خمرة النهر الاصفر الصيني الذي يشبه لونه وجوه العشاق القدامى  

٩-تنور السياسة (الايراني السعودي)والذي يستعر من نار وقودها النفط واليورانيوم لانضاج ارغفة الخبز لمقاتلي(مجموعة فا غنر)وكبار محاربيها والتي تحميه المسيّرات الاصفهانية الزهيدة الثمن كل هذا يجري على شاشة العالم فيبادر الاميركي لفك حصار الاموال عن ايران (لأسباب انسانية)ويعود الغاز والكهرباء الايراني الى البصرة والعمارة وديالى دون ان يمر على (التجديد) لمدة محددة ولاسباب انسانية هذه المرة وبلا حدود  تحاشياً لتموز لاهب وآب لايقبل الا بالتيبس والاختناق

١٠-من هذه المراهقة المتأخرة ربما يتحقق (زواج كاثوليكي) بعدما ان سأم الطرفان حياة أربعين عاما بلا حب ولا قصائد غزلية ولا قمر بخدود ليلى ولارضاب بريق قيس ولارباعيات خمرية وصوفية للخيام  من بحر جدّة
واذا ماتم العرس واستقر العريسان بعد هذه العراضة الساحرة
لابد لنا ان ندعو لهما بذرية صالحة خالية من التشوّه والعاهات تملأ الارض دفئاً ومحبة وكرامة وعلوما ً ومعرفة
وعناقيد عنب و جمال
و (مراجيح عيد)