ابدت الحاجة ام فرات لمعارفها واصدقائها رغبتها بايجاد زوج جديد لرعايتها ورعاية اولادها فرات ودجلة، وخصوصاً بعد فشل محاولة الخطوبة الاخيرة والتي لم تدم لاكثر من شهر، وفشل المحاولة التي سبقتها، والتي لم تدم لأكثر من عام، نتيجة عدم وجود الوئام والقناعة عند كلًا الطرفين.
الحاجة ام فرات وان كانت بسيطة "وعلى نياتها" الا ان الزواج منها ليس بالأمر السهل، فهي بنت عز وغنى وجنحت الى الفقر مؤخراً، وهي متعلمة لكنها عانت من جهل المحيط، وهي جميلة وان كانت لا تملك المال والصبر لرعاية نفسها وأولادها، وهي سريعة الغضب وبدون مبرر في بعض الأحيان، وأخيرا هي تبحث عن زوج ابن حلال، غيور، غير جدلي، ليس بغريب، مقبول من أهلها والجيران والأصدقاء البعيد منهم قبل القريب.
عندما تسأل الحاجة ام فرات عن أسباب فشل الزيجات السابقة، تعطيك عدد من الأسباب والأعذار، بعضها مقبول للأذن والعقل والمنطق والآخر يعكس مدى عدم واقعيتها ومثاليتها وكأنها تقول أنا بنت العز والتاريخ وارفض ان اعترف وأتعايش مع رجالات هذا الزمان "المغبور". قد تكون على حق وان كانت تعرف ان ثمن الرفض والعناد هذا مضر بها وبمستقبل اولادها وسط عيشهم في بيئة موبوءة بالحسد والبغيضة والمال الحرام.
يا ترى من سيتقدم قريبا لمحاولة الزواج من هذه المجروحة المنزعجة حتى من نفسها، وهل سيكون الزوج خيمة وسند لفرات ودجلة ويعكس للحاجة ام فرات ان في "الطرف والمحلة" رجالات ذو بأس شديد وغيرة على بنات طرفهم وسترهم وان لم تبقى جميلة او غنية.
