×

أخر الأخبار

ألواح طينية: الهدف النهائي للتظاهرات..!

  • 27-02-2020, 13:23
  • 271 مشاهدة
  • قاسم العجرش

لاشك ان التظاهر ليس حقا مشروعا ومكفولا وفقا للدستور فحسب، بل هو حق إنساني مطلق، يكفله المنطق ويقبله العقل، وما يرفضه إلا ظالم، وإلا فأليس من حق المألوم أن يصيح “آخ”..؟!
هذه المقدمة ضرورية حتى لا يتهمني أحد بأني ضد “حق” التظاهر، لكن هذا الإتهام المتوقع؛ لا يمنع أن نقول الحقيقة، التي تكشفت بعد أربعة أشهر من التظاهرات والإحتجاجات، وما رافقها من أحداث كشفت كثيرا مما حدث ويحدث.
كي نكون على الطريق التفكير السليم، نستطيع الآن أن نقول بأن التظاهرات أسقطت نفسها بنفسها، وأضاعت أهدافها، وأهدرت بكل أسف الدماء التي قدمتها، وستتحول قريبا جدا، الى شيء معزول عن الواقع، وستكون أقرب الى العشوائيات في مراكز المدن، وستنتهي نهاية حزينة جدا!
أسباب ذلك كثيرة؛ فمع التعاطف الكبير؛ الذي حظيت به التظاهرات شعبيا، ومع دعم لا محدود من المرجعية الدينية؛ بغية توجيهها الوجهة الصحيحة، إلا أن التظاهرات وعلى الرغم من فساد السلطات والطبقة السياسية، فإنها لا تمثل أغلبية العراقيين، لأنها لم تركز على هدف الفساد ومحاربته، بل تحولت الى معركة ضد العملية السياسية برمتها، وهو مطلب مدمر ومخالف للديمقراطية، التي يفترض أن تكون الكتاب الذي تستمد منه التظاهرات مشروعيتها.
مع أنه لا يمكن تصور عملية سياسية ديمقراطية؛ بدون أن تنظم الأمة نفسه،ا في أحزاب ومنظمات وتجمعات وحركات، إلا أن التظاهرات ذهبت في عملية معاداة الديمقراطية مذهبا خطيرا، حينما طالبت بحل جميع الأحزاب السياسية، وقامت بمهاجمة مقراتها قي بغداد والمحافظات، وحرقها وقتل منتسبيها وحراسها، والتمثيل بهم، وهو منحى أخرج التظاهرات من نوعها الديموقراطي، وادخلها بتوصيف الجريمة والتخريب والعدوان!
يوما يعد يوم تتكشف الادلة القطعية، على أن المظاهرات مدعومة؛ من قبل المخابرات الامريكية والصهيونية والأوربية والخليجية، وأول هذه الأدلة؛ السعي المنهج لمهاجمة جمهورية إيران الإسلامية، دون غيرها من الدول، وأصبحت التظاهرات بذلك؛ جزءا من معركة الإستكبار العالمي، ضد إيران ومحور المقاومة، وهاك مواقع التواصل الإجتماعي؛ التي تعج بمئات الآلاف من المنشورات، التي تكشف عن هذا الدور الدنيء..
الخيط الثاني للدعم المخابراتي الذي أشرنا اليه، هو الاحتفال والسرور الذي عم ساحات التظاهر، بعد استهداف قادة الانتصار؛ الشهيدين ابو مهدي وسليماني واستشهادهما، وبعدها ما شهدناه من استياء المتظاهرين وغضبهم من البرلمان، بعد تصويته على إخراج القوات الامريكية من العراق، وقبلها ما جرى من عمليات الاعتداء؛ على مقرات الحشد الشعبي وتصفية قياداتهم!
وأتضح ذلك جليا؛ حينما شهدنا موقفا غريبا في ساحات التظاهر، حينما عبر المتظاهرين عن إستيائهم ونفورهم، من السيد مقتدى الصدر؛ بعد دعوته لمظاهرة مليونية لإخراج القوات الامريكية، وهي تظاهرة دعت لإستعادة سيادة الوطن، الذي طالما تغنى به المتظاهرين عبر شعار”أريد وطن”!
الخيط الثالث هو مهاجمة مثابات التشيع ومراقد رجال الدين، ومحاولات إثارة الفتنة بين شيعة العراق وايران لتفريقهم عن بعض.
يكشف هذا الخيط؛ عن توجهات مشبوهة أحاقت بالتظاهرات، وغفل عنها المتظاهرين السلميين الشرفاء، تركز المظاهرات في المحافظات الشيعية فقط، ومحاولات المراهنة على ايقاف التعليم في المحافظات الشيعية فقط، تغطية القنوات البعثية ودعمها للتظاهرات (كالشرقية ودجلة)، وتغطية قناة (الحدث) السعودية للتظاهرات ودعمها للناشطين
ثم ماذا يعني إشاعة الفاحشة وممارسة الرذيلة، والاختلاط بين الجنسين، وظهور المثليين في ساحات التظاهر، ورفع شعارات ضد الدين والشعائر الحسينية، بل وضد المرجعية التي دعمت حق التظاهر؟!
كلام قبل السلام: كل هذه الادلة وغيرها، تشير الى تورط اجهزة مخابرات امريكية وصهيونية وأوربية وخليجية، من أجل القضاء على العراق بشكل عام والشيعة بشكل خاص!
سلام..