×

أخر الأخبار

الانسانية نخلة العراق وأمهم

  • 12-02-2023, 11:41
  • 181 مشاهدة
  • عباس الجبوري

شهدت سوريا الاسبوع الماضي طقساً متمرداً على المألوف  تقاسمته ايام الاسبوع  بالمطر والبرد والبرق والرعد والثلوج والزمهرير  والشمس  واخرها  زلازل وهزات
استفاقت سوريا على كارثة جديدة اسمها(الزلزال)لتضاف الى كارثتها المستمرة من عدة سنوات واسمها(الحصار)بثنائية الخوف والجوع  المدمرة للحياة
لم تملك سوريا شيئاً غير أيادي تشتاق الى العمل  ترتجف من البرد وفقر الدم  رفعتها الى السماء طلباً للاغاثة والحياة  متعلقة بأملٍ الاستجابة من خلف الغيوم ثقة بالله الرحيم الكريم
وصل خبر الزلزال السوري الى بغداد  على أول جناح لعصافير الحب الدمشقي  فاستلمتها أضرحة الاولياء والصالحين  من ايادي حمائم القباب الذهبية ووزعتها بريداً عاجلاً لكل العراقيين  اللذين أوجعهم النداء   عبر(وأدمعي مستهلاتٌ وأدمعه ُ)
كان بريد الشام يحمل طاقة تفجيرية  من (الحزن المخصب )الذي اجاد نبش ذاكرة السبايا وهي تعود الى العراق الذي يحب العائدين اليه بغريزة فطرية عبر السنين (تبكي وتحب البكائين ولو أطربوا بالغناء)
بعد الظهر كان خطاب العراق كتاباً من صفحات متعددة(حكومة ومجلس نواب ومراجع  وأوقاف    وعلاوي جميلة والشورجة  وأزقة ومساجد  ولُعبُ أطفال ودموع ولؤلؤاً منثوراً على خدود الصبايا ولاعبي كرة القدم وحشداًمن اللات والعظلات والحنطة)
إهتز العراق من أقصاه الى أقصاه على قيامة سوريا التي لم يبكي لها الا اللذين صدقوا ماعاهدوا الله على الحب لله ولخلقه   فأبرموا عقد المحبة طول العمر بلا نكول
تحركت قوافل السبايا هذه المرة   وهي محروسة بأذرع  البطولة المستردة من نهر الفرات  تحمل على ظهور إبلها  خياماً وقمحاً  وعباءات وثياباً جميلة كجمال  فجر الشام وهي تعبر الحدود للاغاثة والعون والاحسان والله يحب المحسنين
كنت اراقب عيون ووجوه  الناس وهي تتراجف من العاطفة والشكر والخوف والنجاة  حين ترى قوافل الحُب  والحَب  والعنبر العراقي وهي تنثر رزاً وسكراً وفرحاً على خرائط وجوه أطفال حلب  فتتكسر الحدود على خدود الجمال الحلبي  بطعم الفستق اللذيذ
كانت ملحمة عراقية وكانت عرساً بنكهة  القهوة تعطرت بها شوارع العراقيين وبيوتهم وقلوبهم وكانت اسطورة تضاف الى ملاحم أنبياء الله   المنيرةفي اغاثة الملهوف وجبر الخواطر والتي يشمها العراقيون    من  أقدام أجدادهم وهي تمشي على طريق الانسانية الطويل  لتكتب  رسالة  حياة تستحق المجد والخلود