بعد 40 عاماً قضاها كريم يونس عميد الأسرى الفلسطينيين في معتقلات الاحتلال الإسرائيلي عانق الحرية اليوم منتصراً بعزيمته وإرادته الصلبة على السجان.
ونقلت وسائل إعلام فلسطينية عن المتحدث باسم مكتب إعلام الأسرى حازم حسنين قوله إن الاحتلال أفرج فجر اليوم عن يونس 66 عاماً بشكل مفاجئ، حيث كانت المعلومات تفيد بأن الإفراج سيتم ظهراً وتم تركه وحيداً في مدينة رعنانا بالأراضي الفلسطينية المحتلة 1948 دون إبلاغ عائلته، في محاولة لتنغيص فرحتهم ومنع الاحتشاد وتنظيم أي احتفال بتحرره بعد كل هذه السنوات.
ولفت حسنين إلى أن هذه الطريقة التي تؤكد أن الاحتلال يخشى اعتزاز الشعب الفلسطيني بأبطاله لن تمنع الفرحة من الدخول لقلب كل فلسطيني بتحرر الأسير كريم يونس.
وكانت قوات الاحتلال اقتحمت الليلة الماضية منزل عائلة يونس في بلدة عارة بالأراضي الفلسطينية المحتلة 1948، واستولت على الأعلام الفلسطينية، وأبلغت العائلة بمنع رفع علم فلسطين والبوسترات التي عليها صور قبة الصخرة أو أي رموز وطنية، كما منعتهم من تشغيل الأغاني الوطنية الفلسطينية.
وفي أول تصريح له بعد نيل حريته قال يونس: “هذا أول يوم أرى فيه الفضاء والعالم الآن يختلف عن ذاك الذي تركته.. قلبي بقي مع الأسرى الذين يحملون جثثهم على أكتافهم، والموت يمشي معهم”، مضيفاً: 40 عاماً أو 50 عاماً في الأسر لا تهم.. كلنا مستعدون للعطاء من أجل حرية شعبنا.
من جهته لفت رئيس الوزراء الفلسطيني محمد أشتية في بيان إلى أن فرحة الفلسطينيين بحرية يونس كبيرة واعتزازهم بصموده أكبر، داعياً المنظمات الحقوقية الدولية إلى التدخل للإفراج عن جميع الأسرى، وخاصة السيدات والأطفال والمرضى منهم.
بدورها أشارت حركة فتح إلى أن كريم يونس بصموده الأسطوري شكل عنواناً أصيلاً لكل أحرار العالم ممن عقدوا العزم على رفض الظلم والاضطهاد والعنصرية، لافتة إلى أن محاولة الاحتلال اغتيال الفرحة بحريته عبر إطلاق سراحه المباغت لن تمنع الشعب الفلسطيني من الاحتفاء به وتكريمه بصورة تليق به.
ويعد كريم يونس أحد أبرز المناضلين الفلسطينيين اعتقلته سلطات الاحتلال منذ كانون الثاني عام 1983 وعلى مدار 40 عاماً، شارك في جميع المعارك التي خاضتها الحركة الأسيرة، ومنها الإضراب عن الطعام الذي يعتبر أقسى هذه المعارك، وكان آخرها إضراب عام 2017 الذي استمر لمدة 42 يوماً
