كلمات وكلمات وكلمات ...
لن تفِي ما يجيشُ في مشاعرنا ...
حتى الدموع لن تكون بمقدار حزننا ، ولن تكون بحجم ألمنا ...
أبو مهدي المهندس ؛ أيّها المجاهد القادم من رحِم الجنوب حاملاً روحه على كفه ، يستهزئ بالموت ، ويضحك من الصعاب ، ولا تُضعفه الشدائد ...
كلّ شعوب الأرض تخلّد أبطالها الذين يروون بدمائهم أوطانهم ، وأنت فخر العراق ، ورمز رجولته .
أبو مهدي المهندس ؛ أسطورة عادت من زمان الرجال رواها بدمه ، وروحه ، وعشقه لتراب أرضه التي استبسل في الدفاع عنها .
أبو مهدي المهندس ، الذي عرفته صلباً كجبل سنجار ، كريما كدجلة والفرات ، عفيفاً شريفاً ، مقداماً جسوراً ...
أبو مهدي المهندس ، القائد الذي يسبق جنوده في الميدان ، يحميه بصدره ، يمنحهم من عزيمته عزيمةً ، ومن رجولته عزّة وأنفةً ...
ما زالت خطواتك ترسم خارطة سنجار ، الحرّة ، أنت يا من هبّت غيرتك ، وحميتك لتنقذ أخواتك العراقيات الإيزيديات من براثن وحوش الظلام ، والقتلة ...
وا أسفا عليكَ !!!
تؤخذ غدراً ، وأنت الذي لا تعرفُ هزيمةً ، أو ضعفاً ، أو فشلاً ، أو خوفاً !!!
لم يأتِكَ الموتُ وجهاً لوجهٍ ؛ فهو يخافكَ ، ولا يقوى على لقائك .
أيّها الرجل التي قامتك تعلو قامة التاريخ بعنفوانه وكبريائه ، أيها البطل الذي حفظ كرامة الإيزيديين وتاريخهم ودينهم ...
أبو مهدي المهندس ؛ الأخ والمجاهد ، ما زالت ذكريات جهادك معنا - نحن إخوانك الإيزيديين - عبقاً ونوراً ...
يا روح التواضع ، والكرم ، جُدتَ بنفسكَ ، ورميتَ بروحك في فم الموت مراراً من أجل العراق ، وها هو العراق يبكيكَ ، وألمُ فراقك لا نكاد نُصدّقه .
عرفتكَ سبّاقاً للجهاد ، مقداماً لا تهاب العدو ، تمنحنا من صبركَ وبطولتكَ وصمودكَ قوةً وثقةً بالنفس ، كنتَ ملاذنا الآمن ، أيّها الغيور الشجاع ...
وداعاً أيّها البطل القِدّيس .
وداعاً أيها المجاهدُ الشجاع .
وداعاً أيّها الصديق الوفي .
وداعاً ترسمه دموع الإيزيديين ؛ الذين حفظتَ حياتهم ، وشرفهم ، وكرامتهم ، وتاريخهم .
ستبقى رمزاً في ذاكرتهم ، وحروفاً من ذهب ترويه أجيالهم ، سيتعلّم الأطفال من أمهاتهم قصة أبي مهدي المهندس ؛ الذي جاءهم منقذاً ...!!!
عهداً أبا مهدي من الحشد ، ورجاله فنحن باقون على ما قاتلنا من أجله ، وسهرنا في سبيله ، فإن غاب شخصك عنّا ، فالحشدُ كلّه أبو مهدي يُضيء درب الجهاد بعبق اسمك الشريف ...
على عهدك أيّها الفارس باقون ، نسير على خطّك ، وننهج من نهجك ، خُطانا خُطاك ، نستضيء بدمك الطهور نوراً وشهادة .
وداعاً صديقي الحنون ، الكريم .
وداعاً أيّها الحبيب الشهيد .