×

أخر الأخبار

أبو مهدي المهندس ...

  • 6-01-2020, 13:06
  • 1013 مشاهدة
  • بقلم مراد الشيخ كالو (قائد ومؤسس الحشد الشعبي الايزيدي ومستشار الحاج الشهيد ابو مهدي المهندس)

كلمات وكلمات وكلمات ...
لن تفِي ما يجيشُ في مشاعرنا ...
حتى الدموع لن تكون بمقدار حزننا ، ولن تكون بحجم ألمنا ...
أبو مهدي المهندس ؛ أيّها المجاهد القادم من رحِم الجنوب حاملاً روحه على كفه ، يستهزئ بالموت ، ويضحك من الصعاب ، ولا تُضعفه الشدائد ...
كلّ شعوب الأرض تخلّد أبطالها الذين يروون بدمائهم أوطانهم ، وأنت فخر العراق ، ورمز رجولته .
أبو مهدي المهندس ؛ أسطورة عادت من زمان الرجال رواها بدمه ، وروحه ، وعشقه لتراب أرضه التي استبسل في الدفاع عنها .
أبو مهدي المهندس ، الذي عرفته صلباً كجبل سنجار ، كريما كدجلة والفرات ، عفيفاً شريفاً ، مقداماً جسوراً ...
أبو مهدي المهندس ، القائد الذي يسبق جنوده في الميدان ، يحميه بصدره ، يمنحهم من عزيمته عزيمةً ، ومن رجولته عزّة وأنفةً ...
ما زالت خطواتك ترسم خارطة سنجار ، الحرّة ، أنت يا من هبّت غيرتك ، وحميتك لتنقذ أخواتك العراقيات الإيزيديات من براثن وحوش الظلام ، والقتلة ...
وا أسفا عليكَ !!!
تؤخذ غدراً ، وأنت الذي لا تعرفُ هزيمةً ، أو ضعفاً ، أو فشلاً ، أو خوفاً !!!
لم يأتِكَ الموتُ وجهاً لوجهٍ ؛ فهو يخافكَ ، ولا يقوى على لقائك .
أيّها الرجل التي قامتك تعلو قامة التاريخ بعنفوانه وكبريائه ، أيها البطل الذي حفظ كرامة الإيزيديين وتاريخهم ودينهم ...
أبو مهدي المهندس ؛ الأخ والمجاهد ، ما زالت ذكريات جهادك معنا - نحن إخوانك الإيزيديين - عبقاً ونوراً ...
يا روح التواضع ، والكرم ، جُدتَ بنفسكَ ، ورميتَ بروحك في فم الموت مراراً من أجل العراق ، وها هو العراق يبكيكَ ، وألمُ فراقك لا نكاد نُصدّقه .
عرفتكَ سبّاقاً للجهاد ، مقداماً لا تهاب العدو ، تمنحنا من صبركَ وبطولتكَ وصمودكَ قوةً وثقةً بالنفس ، كنتَ ملاذنا الآمن ، أيّها الغيور الشجاع ...
وداعاً أيّها البطل القِدّيس .
وداعاً أيها المجاهدُ الشجاع .
وداعاً أيّها الصديق الوفي .
وداعاً ترسمه دموع الإيزيديين ؛ الذين حفظتَ حياتهم ، وشرفهم ، وكرامتهم ، وتاريخهم .
ستبقى رمزاً في ذاكرتهم ، وحروفاً من ذهب ترويه أجيالهم ، سيتعلّم الأطفال من أمهاتهم قصة أبي مهدي المهندس ؛ الذي جاءهم منقذاً ...!!!
عهداً أبا مهدي من الحشد ، ورجاله فنحن باقون على ما قاتلنا من أجله ، وسهرنا في سبيله ، فإن غاب شخصك عنّا ، فالحشدُ كلّه أبو مهدي يُضيء درب الجهاد بعبق اسمك الشريف ...
على عهدك أيّها الفارس باقون ، نسير على خطّك ، وننهج من نهجك ، خُطانا خُطاك ، نستضيء بدمك الطهور نوراً وشهادة .
وداعاً صديقي الحنون ، الكريم .
وداعاً أيّها الحبيب الشهيد .