جاء الرد سريعاً، لم يتأخر سوى دقائق، قد تبدو عاطفة شيعية تتهيج بسرعة، لكن جذورها العميقة تترسخ بتربة الحسين وعياً متوارثاً، يخرج عفوياً من دون تدريب أو توجيه.. ومَنْ لا يعرف ذلك فليقرأ (يا حسين بضمايرنا).
الأعداء لا يفهمون الشيعة أبداً، ينخدعون بمظاهر طارئة تمرّ عليهم، يحاولون توجيه الضربة القاصمة لهم، فاذا بهم ينهضون عمالقة تميد الأرض بخطواتهم.. مَنْ يجهل ذلك فليفتح كتاب التاريخ بلا تعيين ويقرأ.
يتمادى الخصوم بظلمهم، يوغلون في آذاهم، فيصبرون، لكن نقطة حرجة تفجر فيهم الثورة، فإن ثاروا فهو الزلزال الأكبر.. مَنْ لم يسمع بذلك فليرجع لتجارب الثورات.
ينسى أعداؤهم تجارب التاريخ، تُسكرهم نشوة القوة الطارئة، فيغريهم ذلك بجرح وجدانهم، والشيعي حين تجرح وجدانه، يتفجر منه الدم الحسيني فواراً، فلا يهدأ حتى تفيض منه الروح.. مَنْ ينكر ذلك، فليقرأ معنى الوطن في قلوب الشيعة. صفات الشيعة هذه، هي التي جعلت الرد يأتي سريعاً، لقد تركوا الخلاف، هجروا الهوامش، وسلكوا الطريق من محوره. ففي اللحظة التي استشهد فيها أبو مهدي المهندس وقاسم سليماني، توحدوا تحت خيمة ظهرت في السماء، غطت العراق وايران ولبنان واليمن وفلسطين وغيرها، خيمة لم ترفعها يد، لم تقم على عمود، هي روح الشهيدين، أكبر الخيام وأعلاها وأوسعها، وتحت ظلها سارت الملايين.
هؤلاء هم الشيعة، مضت عليهم القرون وهم كذلك.. مَنْ لم يعرفهم ، فليس بمقدوره أن يعرف، هذا سرّ الشيعة لا يعرفه إلا الذي عاش الحسين قلباً وروحاً.
٥ كانون الثاني ٢٠٢٠