التقى صباح يوم الأربعاء 1/1/2020 الآلاف من الممرّضين والممرّضات بالإمام الخامنئي في حسينيّة الإمام الخميني (قده) حيث استنكر قائد الثورة الإسلامية الجريمة التي ارتكبتها أمريكا بحقّ الحشد الشعبي وأدانها معتبراً أنّ أمريكا تثأر بجريمتها هذه لاستئصال داعش على يد الحشد الشعبي وأكّد سماحته على أنّ الجمهورية الإسلاميّة في حال قرّرت محاربة دولة ما فإنّها ستفعل ذلك جهاراً وتسدّد ضربتها إليها دون أيّ تحفّظ دفاعاً عن مصالح إيران وعزّة وتقدّم وعظمة الشعب الإيراني.
وخلال اللقاء أشار قائد الثورة الإسلامية إلى الأحداث الأخيرة في العراق قائلاً: إنّني، والحكومة والشعب الإيراني ندين بشدّة جريمة أمريكا الأخيرة في العراق المتمثّلة بهجومها على الحشد الشعبي. الأمريكيّون يثأرون لصنيعتهم داعش من الحشد الشّعبي الذي شلّ داعش بتدخلّه وأستأصله.
واعتبر الإمام الخامنئي أنّ الغليان الشّعبي ضدّ أمريكا في بغداد وأرجاء العراق نتيجة طبيعيّة لجرائم أمريكا وتابع سماحته قائلاً: صرّح رئيس الولايات المتّحدة الأمريكيّة أنّنا نعتبر إيران مسؤولة في هذه القضايا وسوف نردّ عليها. لكنّ ردّنا عليهم هو أنّكم بداية تتفوّهون بالترّهات لأن لا علاقة لإيران بهذه القضيّة. ثانياً عليكم أن تكونوا منطقيّين وأن تدركوا السّبب الرئيسي خلف هذه القضايا. طبعاً هم ليسوا منطقيّين على الإطلاق.
ثمّ تابع قائد الثورة الإسلاميّة قائلاً: على الأمريكيّين أن يدركوا أنّ شعوب المنطقة كالعراق وأفغانستان مستاءة منهم بسبب جرائمهم وهذا الاستياء سوف يتجلّى في مكان ما.
ثمّ أشار الإمام الخامنئي إلى جرائم أمريكا خاصّة منظّمة بلاك ووتر الخبيثة في العراق وأفغانستان وقتلها لآلاف العلماء العراقيّين والنّاس العاديّين أيضاً وأردف سماحته قائلاً: ليست نتيجة هذه الممارسات السياسيّة والأمنيّة الأمريكيّة والظلم بحقّ شعوب المنطقة وسرقة مصالحها والتكبّر أمامها سوى مثل هذا الكره والاستياء.
ولفت قائد الثورة الإسلاميّة إلى أنّ زيارات بعض المسؤولين الأمريكيّين لبعض دول المنطقة دون إذنها والذهاب إلى مقرّاتهم يشكّل نموذجاً آخر للممارسات الإذلاليّة بحقّ دول وشعوب المنطقة وهي تمهّد لأمواج من الكره والغضب ثمّ شدّد سماحته قائلاً: عندما تتّخذ الجمهورية الإسلامية قراراً بمعارضة ومحاربة أي دولة، ستفعل ذلك جهاراً. نحن نتمسّك بشدّة بمصالح البلد وعزّة وتقدّم وعظمة الشعب الإيراني وسوف نواجه -دون تحفّظ- كلّ من يهدّد هذه التوليفة ونسدّد ضربتنا إليه.
ووصف الإمام الخامنئي الشعب الإيراني بأنّه شعب شجاع وبصير ومستعدٌّ للعمل في كافّة الساحات ثمّ أضاف سماحته قائلاً: خلافاً لما يصرّح به البعض بأنّ الحرب على الأبواب، فإنّنا لن نجرّ البلاد نحو أيّ حرب لكن في حال قرّر الآخرون فرض قضيّة معيّنة على هذا البلد فسوف نتصدّى لهم بكامل قوّتنا.
وأكّد سماحته قائلاً: نحن نعتقد أنّ الله معنا وأنّ النّصر حليف الشّعب الإيراني. كما أنّنا نعتقد بأنّ مستقبل هذا البلد سيكون أفضل بمرّات من اليوم، كما أنّ أوضاع البلد اليوم أفضل من السّابق.
ثمّ أشار قائد الثورة الإسلامية إلى الأحداث الأخيرة في نوفمبر من العام الماضي في إيران قائلاً: للشعب مطالب والحقّ مع النّاس في غالبيّة الأحيان وهم يعترضون إذا لم تتحقّق هذه المطالب والتوقّعات، لكنّ توقعات الناس قضيّة تختلف عن إشعال الفتن بحجّة هذه المطالب لأنّ الحالة الثانية من صنع الأعداء.
ولفت الإمام الخامنئي قائلاً: للشعب مطالب لكنّ الأشخاص الذين كان قد أعدّهم العدوّ تدخّلوا على الفور وبادروا إلى الممارسات التخريبيّة. وتجلّت بصيرة الناس في هذه الأحداث عندما رأوا استغلال العدوّ ففصلوا صفوفهم عن صفوف مشعلي الفتنة الذين كانوا يحاولون إخفاء أنفسهم بين الناس، وبقي مشعلو الفتنة لوحدهم. بعد عدّة أيّام أيضاً ملأ النّاس ضمن حشود ضخمة مختلف الشوارع في العديد من مدن البلد.
وشدّد قائد الثورة الإسلامية على أنّ بصيرة الناس ووعيهم في شهر نوفمبر أنهت أعمال الشغب كما جرى الأمر في العام ٢٠٠٩ وتابع سماحته قائلاً: أولئك الذين كانوا المدراء الأساسيّين لأعمال الشغب في شهر نوفمبر وشنّوا الهجمتات على البنى التحتيّة مثل مستودعات البنزين والقمح والأموال العامّة للناس هم أشخاص على علاقة بأجهزة استخبارات الأعداء.
وأردف الإمام الخامنئي قائلاً: أحد المسؤولين رفيعي المستوى في البلد نقل عن أحد السياسيّين الأجانب الذي كان في واشنطن خلال أيام أحداث نوفمبر قوله أنّ الأمريكيّين كانوا مسرورين وفرحين للغاية في اليوم الأوّل للأحداث وكانوا يعتبرون أمر إيران منتهياً لكن بعد يومين حين تمّت السيطرة على الأوضاع انزعج الأمريكيّون بشدّة لعدم توصّلهم إلى نتيجتهم المرجوّة.
وفي معرض آخر من كلمته اعتبر الإمام الخامنئي أنّ السيّدة زينب (سلام الله عليها) شخصيّة بارزة في تاريخ البشريّة وتابع سماحته قائلاً: لقد تمّ تعريف تلك السيّدة العظيمة والشخصيّة الثابتة والقويّة كنموذج للتمريض وإقامة علاقة خاصّة بين السيّدة زينب (س) ومجتمع الممرّضين عملٌ في محلّه وهو مبارك فعلاً.
ثمّ صرّح قائد الثورة الإسلامية بأنّ التمريض يشكّل مزيجاً لمجموعة القيم الأخلاقيّة والفضائل الإنسانيّة من بينها الرّأفة، والرّحمة، والاهتمام، وتحمّل المسؤوليّة، والصّبر وتحمّل الاضطرابات وسوء الخلق، والثبات وعدم التزعزع عند مشاهدة المصاعب ثمّ تابع سماحته قائلاً: نكريم الممرّض يعني تكريم القيم الإنسانيّة وإجلال الفضائل الأخلاقية النادرة.
ثمّ رأى الإمام الخامنئي أنّ مشاكل المجتمعات البشريّة غالباً ما تكون بسبب فقدان الفضائل الأخلاقيّة والإنسانيّة وأردف سماحته قائلاً: المجتمع الإيراني اليوم يسير نحو القمّة ونحن في حاجة ملحّة خلال هذه الحركة بالغة الأهميّة والمشرّفة والخطيرة إلى ترويج القيم الأخلاقيّة