اكتشف علماء الحفريات البريطانيون في مناطق وسط إنجلترا بصمات جسم أقدم قنديل بحر على الأرض.
وتشير مجلة Nature Ecology & Evolution، إلى أن عمر هذا المخلوق القديم 557 مليون عام، وأطلقوا عليه اسم العالم المشهور ديفيد أتينبورو.
ويقول الباحثون، "تعتبر الحيوانات اللاسعة واحدة من أقدم المخلوقات على الأرض، والتي درسنا مراحل تطورها خلال العصر الكامبري بالتفصيل . كما عثرنا على آثار لجسم قنديل البحر القديم الذي عاش قبل العصر الإدياكاري. وكان هذا أول دليل على ان الحيوانات اللاسعة عاشت قبل العصر الكامبري".
وتجدر الإشارة، إلى أن معظم المجموعات والأنواع الحديثة من الحيوانات ظهرت منذ حوالي 540-520 مليون سنة، خلال ما يسمى بالانفجار الكامبري - حيث حصل تسارع حاد في التطور وزيادة في تنوع الكائنات المتعددة الخلايا. وقد نشأت في هذه الفترة أسلاف الديدان والحشرات والأسماك واللافقاريات المختلفة والفقاريات التي تعيش على الأرض حاليا.
وقد سبق ذلك ظهور إسفنج البحر، الذي عثر على أحافيره في ترسبات العصر الإدياكاري. ووفقا لعلماء الوراثة في هذه الفترة ظهر قنديل البحر وغيره من اللافقاريات اللاسعة التي تعيش في البحار ، بما في ذلك الهيدرا والشعاب المرجانية، وكذلك أسلاف المشطيات الحديثة.
وقد اكتشفت مجموعة من علماء الحفريات البريطانيين أقدم بصمات لجسم قنديل البحر معروفة للعلماء، خلال عمليات الحفر الجارية في غابة تشارنوود، الذي عاش على الأرض قبل 557 مليون عام. ويبدو هذا الحيوان وكأنه هجين بين قنديل البحر والشعاب المرجانية. لأن جسمه يشبه شكل قنديل البحر المميز، ولكنه مقسم إلى عدة سلائل تشبه بنيتها الشعاب المرجانية.
ويفترض الباحثون استنادا إلى نتائج الدراسات اللاحقة، أن هذا الحيوان هو سلف مشترك لجميع أنواع قنديل البحر الحالية. لذلك فإن هذه الأحافير مهمة جدا لدراسة تطور أولى المخلوقات المتعددة الخلايا التي ظهرت على الأرض.
وقد أطلق العلماء اسم Auroralumina attenboroughii على هذا الحيوان، الذي يعني "فانوس فجر أتينبورو ". وأوضح الباحثون، أن الاسم الأول يعكس شكله الشبيه بالفانوس والثاني هو لتكريم العالم ديفيد أتينبورو الشهير الذي ساهم في تعميم الاكتشافات الأخرى التي حصلت في غابة تشارنوود.