عن هذا الانهيار المتزامن مع نعيق غربان الشؤم التي تعشعش الآن في أروقة الخطوط الجوية العراقية، قال النائب (كاظم فنجان الحمامي): على الرغم من امتلاك خطوطنا الجوية العراقية لخيرة خبراء الطيران من اصحاب الكفاءات والمهارات والولاءات الوطنية الصادقة، وعلى الرغم من فرحتنا الغامرة باستلام كابتن (كفاح) زمام الأمور في هذه الشركة العريقة، لكن الامور انحرفت كثيراً، وخرجت عن نطاق السيطرة منذ اليوم الذي صار فيه المغفل (حيدر ثامر چياد) هو المتحكم الفعلي بكل شيء تقريباً، رغم انه لا يتقن صياغة جملة واحدة صحيحة باللغة الإنجليزية، ولا يعرف كوعه من بوعه.
ثم حلت الكارثة فبل بضعة أيام عندما تولى شاب يافع. حديث العهد بالخطوط، ولا يمتلك المؤهلات العلمية والمهنية المتوافقة مع متطلبات التوصيف النوعي لوظيفته الجديدة كمعاون لكابتن (كفاح)، الذي ظهر عليه الوهن والعجز رغم دعمنا ومؤازرتنا له.
لكن الامر العجيب في هذا الإرباك الذي تشهده خطوطنا الجوية الآن هو أن تنصيب الشاب (ذو الفقار) معاوناً للمدير العام جاء متزامناً مع اعلان انهيار شركة (توماس كوك)، أقدم شركة طيران في بريطانيا. فما بالك بشركة عراقية مترهلة عصفت بها رياح الفشل، وتقاذفتها أمواج الانهيار ، حتى فقدت بوصلتها في خضم هذه البراكين المتفجرة التي اصبحت فيها الخطوط الجوية في أوضاع بائسة لا تُحسد عليها. . . .
واختتم (الحمامي) كلامه بالقول: لو بحثتم عن أسرار الفشل الذي تواجهه الخطوط العراقية الآن لوجدتموه في مكان آخر خارج نطاق عمل وزارة النقل.
وقديماً قالوا: (ليس كُل ما يُعرف يُقال)