في الذكرى السنوية ليوم الشهيد الفيلي
—————————
لا شك ان الكورد الفيليين من الفئات المضطهدة والمستهدفة في آن واحد من قبل النظام البائد، حيث ارتكب بحق هذه الفئة مجموعة من جرائمالابادة الجماعية و جرائم ضد الانسانية ، فهم ذاقوا الامرين، ظلم القومية، وظلم المذهبية ، ناهيك عن الجرائم التي ارتكبت بحقم لاسباباقتصادية ومنها (حادثة تجار الكورد الفيليين في بغداد خير دليل على ذلك)
كان الاضطهاد منهجيًا للكورد الفيلية من قبل صدام حسين بين عامي 1970 و2003 ، حيث أدت تلك الحملات الى الاضطهاد والترحيلللفيليين وهروبهم ونفيهم الفعلي من أراضي أجدادهم في العراق.
بدأ الاضطهاد عندما تعرّض عدد كبير منهم لحملة كبيرة من قبل النظام بدأت بإصدار قرار RCCR المنحل بالقرار 666، الذي حرم الكوردالفيلية من الجنسية العراقية واعتبرهم إيرانيين ، بدأت عمليات الإعدام الممنهجة في كل من بغداد، وخانقين عام 1979 ثم امتدت بعد ذلك إلىمناطق عراقية وكوردية أخرى.
عندما نتحدث عن تلك الجرائم التي تعرض لها الفيليون، فانها تتطابق مع لوائح الجرائم الدولية الصادرة من الامم المتحدة ، نلخص منها،اجراء تجارب المواد الكيمياوية على 5000 مواطن كوردي ، ولازال هذا الملف مفقودا كونه نفذ بسرية تامة ويقال ان المنفذين ايضا قتلوا بعدالعملية ، وكذلك عملية القتل الجماعي للتجار الكورد الفيليين بحجة التلاعب باسعار السوق
حيث ابيد العشرات منهم، وكذلك
سحب الهوية العراقية بحجة التبعية الايرانية وترحيلهم القصري والتهجير والتسفير ومصادرة اموالهم وممتكلاتهم .
وفي 4 أبريل 1980 ، بادرت الحكومة العراقية بترحيل جماعي لمواطنين الكورد الفيليين العراقيين إلى إيران ، حيث يقدر الصليب الأحمر أن100 الف شخص تم ترحيلهم في الأشهر الستة الأولى، وإجمالي ما يقرب من مليون شخص تم ترحيلهم خلال العقد 1980-1990.
في الوقت نفسه ، تم احتجاز عشرات الآلاف من أقارب هؤلاء المبعدين كرهائن ، تم ترحيل العديد منهم فيما بعد، ومات الآخرون ، إما فيالسجن أو في الجبهة في الحرب الإيرانية العراقية ، كما تم استخدام العديد منهم في تجارب الحرب الكيماوية والبيولوجية العراقية.
ولا يزال هناك ما يقدر بنحو 4000 رهينة لا توجد معلومات عنهم أو امكانهم حتى الوقت الحاضر .
في عام 1969، شنت الحكومة العراقية حملة ترحيل ونفي قسري استهدفت الفيليين، بسبب خلفيتهم العرقية والمذهبية ، ففي عام 1970 تمترحيل أكثر من 70 ألف كوردي فيلي إلى إيران وتم سحب جنسيتهم العراقية كما تم استهداف الأكاديميين،من الكورد الفيليين البارزينورفيعي المستوى في بغداد على وجه التحديد. وكذلك تم الإبلاغ عن العديد من حالات الاختفاء والإعدام من قبل النشطاء بين عامي 1970 و1973. وفي 7 مايو 1980 وقع صدام حسين المرسوم رقم 666 الذي شرع وأمر بمصادرة ممتلكات الأكراد الفيليين وترحيلهم قسراً ونفيهمواحتجازهم ، وبرر صدام ذلك المرسوم باتهام الكورد الفيليين بأنهم "من أصل أجنبي" و"عدم الولاء للشعب والأرض والمبادئ السياسيةوالاجتماعية للثورة"
بعد تحرير العراق وانشاء محكمة الجنائية العراقية العليا للتحقيق في الجرائم التي ارتكبها النظام المقبور، كان ملف الكورد الفيلين احد اهمالملفات التي تم التحقيق فيها كجريمة الابادة الجماعية، الى جانب ملفات الانفال والقصف الكمياوي لمدينة حلبجة وابادة البارزانيين، وفيالجلسة النهائية التي نطقت فيها المحكمة قرارها (حيث كنت حاضرا في هذه الجلسة كوني كنت وزيرا لشؤون الشهداء والمؤنفلين في حكومةاقليم كوردستان) حكم على مرتكبي الجرائم ضد الكورد الفيليين ووصف جرائم الترحيل والتهجير والتسفير القسري ضد الكورد الفيلين ابادةالجماعية وجرائم ضد الانسانية ولقد اصدرت المحكمة الجنائية العراقية العليا بتاريخ 29/11/2010 القرار. لانها تتوفر فيها كافة عناصرالجرائم ضد الانسانية والابادة الجماعية في آن واحد، وتم تصديق القرار من قبل مجلس النواب والرئيس الجمهورية في حينها.
الف تحية لارواح الشهداء والمجد والخلود لشهداء الكورد وكوردستان
الصحفي
فواد عثمان