اكد تقرير لصحيفة ذي ناشيونال البريطانية ، الاحد ، ان مشاكل الولايات المتحدة وتراجعها في منطقة الشرق الاوسط لم يبدأ منذ الانسحاب الفوضوي والمخزي في افغانستان بل منذ ان بدأت غزوها الكارثي للعراق وافغانستان.
وذكر التقرير ان “كل تلك الحروب والغزوات في البلدين من قبل الولايات المتحدة كانت طائشة وانه لا يمكن للولايات المتحدة أن تكسبها أو تقوم بتصميم حكومات بحسب رغبة الامريكان ، ولذا كانت هذه الجهود منذ البداية ، محكوم عليها بالفشل، فقد كانت كلتا الحربين مكلفتين أيضًا في الأرواح والأموال بالنسبة للولايات المتحدة وأفغانستان والعراق”.
واضاف ان ” الخسائر الأفغانية والعراقية كانت مدمرة ولا تحصى، كما خسرت الولايات المتحدة أكثر من 6000 جندي ، وتشوه عشرات الآلاف جسديًا أو نفسيًا مدى الحياة، ومن المهم أيضًا ملاحظة أنه في كل عام منذ نهاية القتال الفعلي في كل من أفغانستان والعراق ، فقدت الولايات المتحدة أكثر من 6000 من قدامى المحاربين الأمريكيين نتيجة الانتحار وبمعدل أكثر من 20 حالة في اليوم، بالاضافة إلى ذلك ، هناك عشرات الآلاف من قدامى المحاربين الذين انضموا إلى صفوف المشردين والمدمنين على المخدرات نتيجة صدمة الحروب”.
وتابع ان ” هذه الحروب كانت كارثية لأنها لم تحقق أيًا من أهدافها. التطرف لم يهزم. وبدلاً من ذلك ، فقد انتشر إلى أشكال أكثر فتكًا وانتشر في العديد من البلدان ، مما يهدد أمن واستقرار البلدان في جميع أنحاء الشرق الأوسط وشمال إفريقيا ، ويتجذر في بعض الدول الأوروبية أيضًا”.
وبين انه ” وبدلا من ان يتم تحقيق هدف الصقور في البيت الابيض من خلال الفوز في الحروب واظهار ما يسمى بالقوة والعزم الامريكي في عالم احادي القطب فإننا نرى الآن ظهور عالم متعدد الأقطاب تلعب فيه قوى إقليمية وعالمية أخرى، لذا ، سواء بقيت الولايات المتحدة في أفغانستان أم لا ، فقد ترسخ بالفعل واقع جديد في جميع أنحاء الشرق الأوسط، وهناك قوى أخرى إما تحل محل واشنطن أو تتنافس معها على النفوذ كما ان بعض الحلفاء الإقليميين الرئيسيين ، الذين سئموا الأخطاء الأمريكية وسوء التقدير ، يسعون وراء مصالح جديدة مستقلة عن مصالح الولايات المتحدة، ونتيجة لذلك ، أصبح النفوذ الأمريكي محدودًا أكثر مما كان عليه”.