×

أخر الأخبار

أسرار ماجرى في لقاء الكبار

  • 2-12-2021, 20:15
  • 478 مشاهدة
  • فراس الغضبان الحمداني

لمرات كنت محظوظا وأكون في إستقبال سماحة السيد مقتدى الصدر زعيم التيار الصدري الذي زار عدداً من المؤسسات والزعامات في إطار سعيه لدعم مشروع الدولة وترسيخ مفاهيم خلاقة لصناعة مستقبل مختلف تتغلب فيه مصالح الأمة على مصالح السياسيين والأحزاب ويكون السياسي في خدمة الشعب ويغادر الشعب دائرة خدمته للسياسي وللحزب التي إعتدنا اللف والدوران فيها لسنوات ، ولعلنا نقدم خالص الشكر لمثل هذا الدور وهذه المسؤولية التي هي جزء من عادات وتقاليد وأخلاق أسرة الصدر التي تهتم بالناس ولا تضع شروطاً مسبقة لذلك حيث رسالة الإنسان والرحمة به أينما كان وفي أي زمان وهو موروث لآل الصدر الكرام في العراق وفي غير العراق من البلدان وكما عهدناهم منذ عقود طويلة كانوا فيها فيضا من الرحمة والمودة والتسامح وعلو الشأن ورفعة المنزلة التي يستحقون وهم أهل لها .
فوجيء الطيف السياسي بخطوة كنت ولازلت أتوقعها من السيد الصدر بناءاً على ما ذكرت في مطلع هذا المقال وهي تلبيته لدعوة غذاء في منزل الحاج هادي العامري في العاصمة الحبيبة بغداد التي تفتح عينيها كل صباح على أمل جديد وقد حضر في هذه الدعوة قيادات البيت الشيعي وفي مقدمتهم السيد عمار الحكيم رئيس تحالف قوى الدولة ، والسيد نوري المالكي زعيم إئتلاف دولة القانون والسيد حيدر العبادي رئيس تحالف النصر والشيخ همام حمودي أبرز قيادات المجلس الأعلى والشيخ قيس الخزعلي أمين عام عصائب أهل الحق ، والحاج فالح الفياض رئيس هيئة الحشد الشعبي والقيادي في الحشد أحمد الأسدي ، وشخصيات تمثل الإطار التنسيقي والتيار الصدري ، وكان في إستقبال السيد مقتدى الصدر الحاج هادي العامري وكذلك إستقبل بقية الزعامة لنقاش واسع ومعمق في إطار تنسيق المواقف للخروج من الأزمة السياسية الراهنة التي نتجت بعد الإنتخابات البرلمانية الأخير حيث بدا واضحاً مدى الحرص والشعور بالمسؤولية والإلتزام بالدور الذي يجب أن يقوم به قادة الإطار التنسيقي تجاه شعبهم ووطنهم حيث ينتظر العراقيون الإعلان عن تشكيل حكومة تقوم بواجب خدمة الناس وتوفر لهم أسباب العيش الكريم والآمن .
يعلم الجميع أن تحركات واسعة وجدية قام بها بعض القادة لتقريب وجهات النظر وتكريس مفهوم التعاون والشراكة بعيداً عن الإنسداد السياسي والإحتقان الذي طبع العملية السياسية خلال المدة الماضية ونتج عن هذا اللقاء التاريخي تفاهمات أولية على مجمل القضايا العالقة وتوفير أجواء صحية لعقد إتفاق وطني شامل يشارك فيه الجميع ويكونوا جزءاً من معادلة التغيير والبناء وتصحيح المسار الذي إختطته العملية السياسية خلال السنوات الماضية التي شهدت تعثرا دفع ثمنه العراق شعباً ودولة ويبدو أن تغييراً كبيراً ستشهده العملية السياسية وسيكون ما بعد هذا اللقاء ليس كما قبله وقد وضع المخلصون رغباتهم ومصالحهم جانباً ليتضامنوا من أجل خدمة الشعب والأمة ومستقبل الأجيال