تواجه محافظة البصرة، مصيرا مجهولا مع ازدياد المشاريع النفطية فيها، بالإضافة إلى استمرار تقليص الحصص المائية من منابعها، ما قلّل مساحة الأراضي الزراعية فيها، وهذا ما يزيد من احتمال أن تتحول إلى منطقة صحراوية خلال السنوات المقبلة.
وكانت محافظة البصرة جنوبي العراق مدينة ساحلية مزدهرة، وُصفت بـ “فينيسيا الشرق” بسبب تعدد القنوات والجسور المنتشرة في جميع أنحاء المحافظة.
ويقول المواطن عن قضاء الزبير جنوبي البصرة، حيدر المالكي ان” هناك مناطق بالمحافظة الغنية بالنفط تتعرض مناطقها الزراعية للتصحر نتيجة النقص الشديد بالمياه اضافة الى الملوثات حيث تغطي ضفاف النهر أكوام من القمامة والبلاستك”.
وأضاف المالكي، ان” اغلب المناطق الريفية في بعض اقضية ونواحي البصرة تعتمد بشكل أساسي على الزراعة كون معظم ارضيها الزراعة خصبة، الا ان ازمة الجفاف وعمليات الاستكشاف النفطية اثرت على الأراضي الزراعية بشكل كبير”.
ويقول الخبير الاقتصادي عباس عبد الرضا، ان العراق اتجه خلال السنوات الماضية نحو الاهتمام أكثر بالنفط، على حساب الموارد الأخرى مما اثر سلبا على الهواء والصحة العامة لسكان المناطق النفطية، وأفقد الزراعة عاملين مهمين هما التربة الصالحة للزراعة والمياه الصالحة للشرب.
وأشار عبد الرضا، الى ان “محافظة البصرة تتميز بكثرة محاصيلها الزراعية في الموسمين الصيفي والشتوي على الرغم من أن المياه التي تسقى بها هي من الآبار الإرتوازية، على عكس المياه الإروائية القليلة جدا”.
وأضاف ان”البصرة تنتج ما نسبته 73% من نفط العراق وبمعدل ثلاثة ونصف مليون برميل يوميا وتستحوذ على اربعة حقول نفطية الأكبر في العالم، وهذا ما يجعل عمليات الاستخراج النفطية تستحوذ على أجزاء شاسعة من مساحتها البالغة نحو 20 ألف كيلومتر مربع”.
وتتعرض محافظات جنوبي العراق إلى أزمة مياه هي الأكثر سوءا منذ سنوات، وباتت تهدد بتوقف مشاريع المياه الصالحة للشرب، بعد أن أثرت بشكل كبير على جميع الأنشطة الزراعية.
ويعاني العراق، منذ سنوات، من انخفاض منسوب مياه نهري دجلة والفرات، من جراء قلة تساقط الأمطار في فصل الشتاء، السدود التي تقيمها تركيا على نهري دجلة والفرات.